(326) 4 - أن لا يدخل العجب والكبر في نفسه، وأن لا يحب الاطراء والاستماع إلى الثناء من رعيته عند قيامه بوظائفه:
وإن من أسخف حالات الولاة عند صالح الناس أن يظن بهم حب الفخر، ويوضع أمرهم على الكبر، وقد كرهت أن يكون جال في ظنكم أني أحب الاطراء واستماع الثناء، ولست - بحمد الله - كذلك. ولو كنت أحب أن يقال ذلك، لتركته انحطاطا لله سبحانه عن تناول ما هو أحق به من العظمة والكبرياء، وربما استحلى الناس الثناء بعد البلاء، فلا تثنوا علي بجميل بلاء، لإخراجي نفسي إلى الله وإليكم من التقية في حقوق لم أفرغ بعد من أدائها، وفرائض لا بد من إمضائها، فلا تكلموني بما تكلم به الجبابرة، ولا تتحفظوا في بما يتحفظ به عند أهل البادرة، ولا تخالطوني بالمصانعة (خ 214).
أما بعد، فإن حقا على الوالي ألا يغيره على رعيته فضل ناله، ولا طول خص به، وأن يزيده ما قسم الله له من نعمه دنوا من عباده، وعطفا على إخوانه).
(وأقبل حرب يمشي معه، وهو عليه السلام راكب، فقال عليه السلام): ارجع، فإن مشي مثلك مع مثلي فتنة للوالي، ومذلة للمؤمن (ح 322).
إياك ومساماة الله في عظمته، والتشبه به في جبروته، فإن الله يذل كل جبار ويهين كل مختال... وإياك والإعجاب بنفسك، والثقة بما يعجبك منها، وحب الاطراء، فإن ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين (ر 53).
والصق بأهل الورع والصدق، ثم رضهم على ألا يطروك ولا يبجحوك بباطل لم تفعله، فإن كثرة الإطراء تحدث الزهو، وتدني من العزة (ر 53).
(327) 5 - أن لا يستأثر بشيء من أموال المسلمين لنفسه، وأن يحيا حياته الخاصة كضعفة الناس، وأن لا يسخط العامة برضى الخاصة والقربى في ذلك:
إياك والاستئثار بما الناس فيه أسوة، والتغابي عما تعنى به مما قد وضح للعيون، فإنه مأخوذ منك لغيرك، وعما قليل تنكشف عنك أغطية الأمور، وينتصف منك للمظلوم (ر 51).