أنصار الحسين (ع) - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ٦٧
كانت تجعلها أطول وأشد مرارة بالنسبة إلى الجيش الأموي، مما كان من الممكن أن يمكن قوات أخرى أن تتدخل إلى جانب الثورة، وعوامل مساعدة ذات طبيعة سياسية أن تحدث فتؤثر على نتيجة المعركة.
كان من الممكن أن يحدث هذا لولا حدوث بعض المعوقات، فقد استأذن حبيب بن مظاهر الأسدي الإمام الحسين قبل المعركة بأيام في أن يأتي قومه من بني أسد الذين كانوا قريبين من موقع المعركة فيدعوهم إلى نصرة الحسين، فأذن له.
وقد استجاب لدعوة حبيب بن مظاهر من هذا الحي من بني أسد تسعون مقاتلا جاءوا معه يريدون معسكر الحسين، ولكن عمر بن سعد علم بذلك فوجه إليهم قوة من أربعمئة فارس، (فبينما أولئك القوم من بني أسد قد أقبلوا في جوف الليل مع حبيب يريدون عسكر الحسين، إذا استقبلتهم خيل ابن سعد على شاطئ الفرات، وكان بينهم وبين معسكر الحسين اليسير، فتناوش الفريقان واقتتلوا، فصاح حبيب بالأزرق بن الحرث: مالك ولنا، انصرف عنا، يا ويلك دعنا واشق بغيرنا، فأبى الأزرق، وعلمت بنو أسد ألا طاقة لهم بخيل ابن سعد، فانهزموا راجعين إلى حيهم، ثم تحملوا في جوف الليل جوفا من ابن سعد أن يكسبهم، ورجع حبيب إلى الحسين فأخبره) (1).
ويبدو أن السلطة كانت تخشى أن يتسامع الناس بما يحدث في كربلاء فيؤدي ذلك إلى تدفق الأنصار على الحسين، ولذا استعجلت إنهاء المعركة والقضاء على الحسين وآله وصحبه، فرفضت المضي في

(١) الخوارزمي: مقتل الحسين: ١ / ٢٤٣ - ٢٤٤، وبحار الأنوار: ٤٤ / 386 - 387.
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 71 72 73 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة