أنصار الحسين (ع) - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ٦١
إن هذه الاختلافات تدل - في نظرنا - على أن المسألة كما يعرضها الرواة، لو أردنا الاخذ بأرقامهم، ليست بسيطة كما تبدو، وإنما هي ذات تعقيدات تتصل بعلاقات القبائل بالقتلى من جهة، وتتصل بمركز القبيلة السياسي من جهة أخرى.
وعلى أي حال فسندرس هذه المسألة فيما يأتي.
ويثير الحديث عن عدد الرؤوس سؤالا آخر هو: هل قتل الجميع أو بقيت منهم بقية؟
ذكر أبو مخنف عن محمد بن مسلم (وهو شاهد عيان من الجيش الأموي).
(.. فقتل من أصحاب الحسين عليه السلام اثنان وسبعون رجلا.. وقتل من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون رجلا سوى الجرحى.) (1).
وهذه الرواية تعبر عن عدد الشهداء من غير الهاشميين. وهي كاذبة بلا شك فيما يتصل بتقدير عدد قتلى الجيش الأموي، فإن أقل التقديرات بالنسبة إلى قتلى الجيش الأموي تتجاوز العدد الذي ورد في هذه الرواية بكثير.

(1) الطبري: 5 / 455. وقد وافق المسعودي على العدد الذي ذكره محمد بن مسلم لقتلى الجيش الأموي فقال: (وكان عدد من قتل من أصحاب عمر بن سعد في حرب الحسين عليه السلام ثمانية وثمانين (كذا) رجلا - مروج الذهب 3 / 72)
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة