أنصار الحسين (ع) - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ٧
حوله، دون أن يكون لها أي عمق، ودون أن يكون لها أية أبعاد أخرى في حياة الآخرين، إنه يبادلهم المنافع ويبادلهم الخدمات، ولكن من منطلق ذاتي محض، لا ينظر إلى مصالحهم وإلى سعادتهم أو شقائهم، وإنما ينظر فقط إلى مصلحته الخاصة.
قد يكون هذا الانسان صالحا بمقدار ما يكون عادلا، وبمقدار ما يكون ملتزما بالقوانين، ولكنه بالتأكيد ليس إنسانا رساليا، ويستحيل عليه أن يكون شهيدا.
ومن الناس من يشارك الآخرين في حياته، لا من منطلق ذاته ومصلحته، وإنما من منطلق مصالح الآخرين وهمومهم ومصائرهم، أي أنه يتجاوز ذاته نحو الآخرين، ويجعل من حياته مشروعا عاما يخدم من خلاله الآخرين، على خلاف الصنف الأول، الذي لا تعدو حياته أن تكون مؤسسة خاصة مغلقة، وهذا الانسان هو ما اصطلحنا على تسميته في بعض أحاديثنا بالانسان " المكعب " إنه الانسان الذي تشغل حياته مساحة كبيرة أو صغيرة من حياة الآخرين، ولكن لا من منطلق ذاتي ونفعي، وإنما من منطلق غيري وتضحوي يجعل حياته مشاعا، يعود بالنفع والخير على الآخرين، الذين لا يرجو منهم نفعا، ولا جزاء ولا شكورا.
إن حياته ذات أبعاد، وأبعادها هي الآخرون. هذا الانسان، هو إنسان صاحب قضية، فحياته ذات بعد معنوي تشكله القضية، وحياته غنية بمقدار ما في قضيته من غنى، ونبيلة بمقدار ما في قضيته من صوابية
(٧)
مفاتيح البحث: الغنى (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة