أنصار الحسين (ع) - محمد مهدي شمس الدين - الصفحة ٦
الشهادة في مدلولها القضائي، هي إظهار الحقيقة لأجل إثباتها في صراع وخصومة بين شخصين أو جماعتين يختلفان ويتنازعان على حق من الحقوق يدعيه كل واحد منهما لنفسه، فيأتي الشاهد ليظهر حقيقة الموقف.
ومن هنا فلابد أن يكون هذا الشاهد منفصلا عن الطرف المبطل الظالم، أو المبطل المخطئ، انفصالا تاما، ومتحدا مع الطرف المحق اتحادا تاما، لامن موقع ذاتي أو مصلحي، وإنما من موقع موضوعي خالص، لا مجال فيه لاية نزعة ذاتية، إلا نزعة الانتصار للحق.
أما الشهادة في مدلولها الايماني الحضاري الاجتماعي في الصراع بين الحق والباطل، وبين العدل والطغيان، فإنها تحتوي المفهوم السابق للشهادة وتزيد عليه وتتجاوزه.
فمفهوم الشهادة هذا لا يمكن أن يحمله أي إنسان كما قلنا، وإنما يمكن أن يبلغه فريق خاص من الناس.
ذلك لان الناس صنفان: فمن الناس من تكون حياته (فكره ذكاؤه شبكة علاقاته الاجتماعية - ثروته - قدرته الجسدية - حواسه).
مسخرة لخدمة مصالحه الذاتية، الشخصية والعائلية، ويكون كل فعل من أفعاله مسخرا لخدمة ذاتية، دون أن تكون ثمة أية رؤية للحياة وللمجتمع تتجاوز هذا الهدف، وهذا الانسان هو ما اصطلحنا على تسميته في بعض أحاديثنا بالانسان " المسطح ".
الانسان الذي تشغل حياته مساحة واسعة أو ضيقة من حياة الناس
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة