السياسات طوال القرون. اتهموا الشيعة بما هم بريئون منه، فحكموا على كل من كان فيه الرفض الكامل والتشيع لأهل البيت بأن الكذب شعارهم والنفاق دثارهم. والله يعلم أن أي الفريقين أولى بالكذب والنفاق.
فمبغضو أهل البيت وسابوهم ومن حاربهم وقتلهم بزعمهم هم الصادقون المخلصون البريئون من الكذب والنفاق وهم أهل السنة، وان حكم رسول الله صلى الله عليه وآله عليهم بالنفاق والمروق من الدين وغير ذلك، فانا لله وانا إليه راجعون.
ولا يخفى عليك أن اتهامهم هذا يرد بما شرطوا أيضا في قبول الجرح بأنه إذا كان لعداوة أو لمذهب لا يعتد به (1.
ثم إنهم قد احتجوا بروايات كثير من المجهولين والنصاب والخوارج ومن طعن فيه بالكذب ونحوه، حتى حكي عن الذهبي وابن حجر في كتابيهما (الميزان) و (تهذيب التهذيب) ان البخاري احتج بجماعة في صحيحه مع أنه ضعفهم بنفسه (2.