قحافة، فعلاها بالدرة ضربات فتفرق النوائح حين سمعن ذلك، وقال: تردن أن يعذب أبي بكر ببكائكن، أن رسول الله (ص) قال: إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه (1).
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا مالك بن أبي الرجال عن أبيه عن عائشة قالت: توفي أبو بكر بين المغرب والعشاء فأصبحنا فاجتمع نساء المهاجرين والأنصار وأقاموا النوح، وأبو بكر يغسل ويكفن، فأمر عمر بن الخطاب بالنوح ففرق، فوالله على ذلك إن كن ليفرقن ويجتمعن (2).
وقال عز الدين ابن الأثير الجزري، في تاريخه المسمى الكامل: في ذكر وفاة أبي بكر، وأقامت عليه عائشة النوح فنهاهن عن البكاء عمر فأبين فقال لهشام بن الوليد أدخل فأخرج إلي ابنة أبي قحافة فأخرج إليه أم فروة ابنة أبي قحافة فعلاها بالدرة ضربات فتفرق النوح حين سمعن ذلك (3).
شدة عمر على ابنته حفصة قد سمعت آنفا ما تجرأ به عمر على نساء الرسول (ص) بمحضر منه، ولنذكر وقائع أخرى حرية بالسمع والتدبير واقعة ضرب عمر زوجته وذكر ذلك عند رسول الله (ص).
قال محمد بن سعيد البصري في كتاب الطبقات أخبرنا محمد بن عمر حدثنا جارية بن أبي عمران قالت: سمعت أبا سلمة الحضرمي يقول: جلست مع أبي سعيد الخدري وجابر بن عبد الله، وهما يحدثان وقد ذهب بصر، فجاء رجل فسلم ثم جلس فقال يا أبا عبد الله: أرسلني إليك عروة بن الزبير أسألك فيم هجر رسول الله (ص) نسائه، فقال جابر: تركنا رسول الله (ص) يوما وليلة لم