إفحام الأعداء والخصوم - السيد ناصر حسين الهندي - الصفحة ١١١
فقال لا تسألي رسول الله (ص) شيئا ما كانت لك من حاجة فلي، ثم تتبع نساء النبي (ص) فجعل يكلمهن فقال لعائشة: أيضرك إنك امرأة حسناء، وأن زوجك يحبك لتنتهين أو لينزلن فيك القرآن؟ قال: فقالت أم سلمة يا ابن الخطاب أو ما بقي لك إلا أن تتدخل بين رسول الله (ص) وبين نسائه، ولن تسأل المرأة إلا لزوجها، قال: ونزل القرآن: يا أيها النبي قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا، وإن كنتن تردن الله ورسوله والدار الآخرة فإن الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما (1).
قال محيي السنة البغوي في تفسيره المسمى - معالم التنزيل -: أخبرنا إسماعيل بن عبد القاهر أخبرنا عبد الغافر بن محمد أخبرنا محمد بن عيسى الجلودي، أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، أخبرنا مسلم بن الحجاج أخبرنا زهير بن حرب أخبرنا زوج بن عبادة أخبرنا زكريا بن إسحاق أخبرنا أبو الزبير عن جابر بن عبد الله، قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله (ص) فوجد الناس جلوسا ببابه، ولم يؤذن لأحد منهم قال: فأذن لأبي بكر فدخل، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له فوجد النبي (ص) فقال: يا رسول الله لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة، فقمت إليها فوجأت عنقها فضحك رسول الله (ص):
وقال: وهن حولي كما ترى يسألنني النفقة فقام أبو بكر إلى عائشة يجاء عنقها، وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها، كلاهما يقول تسألن رسول الله (ص) ما ليس عنده؟ قلن: والله لا نسأل رسول الله (ص) شيئا أبدا ليس عنده (2) وقال علاء الدين علي بن محمد الخازن البغدادي (3) في تفسيره المسمى - لباب التأويل -: عن جابر بن عبد الله قال: دخل أبو بكر يستأذن على رسول الله (ص) فوجد الناس جلوسا لم يؤذن لأحد منهم، فأذن لأبي بكر فدخل، ثم

(١) سورة الأحزاب: ٢٨ - ٢٩. تفسير الطبري ٢١: ٩٩.
(٢) معالم التنزيل ٥: ٢١٠. - هامش تفسير الخازن -.
(٣) علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي الصوفي مات ٧٤١. الدرر الكامنة ٣: ٩٧. الشذرات ٦:
١٣١. أيضا ح المكنون ١: ٥٩١. كشف الظنون: ١٥٤٠. هدية العارفين ١: ٧١٨.
(١١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 ... » »»