أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ٨٨
الصلاح، وتهذيب النفوس، والاقتداء بأهل المعرفة والطاعة.
جاء عن النبي الهادي " صلى الله عليه وآله " قوله: من خير حظ المرء قرين صالح. جالس أهل الخير تكن منهم (1).
وأهل الخير والصلاح تعرف مجالسهم بخلوها من الرياء وتنزهها عن آفات اللسان، وأنها زاهية بعاطر ذكر الله " تعالى ".
فالضيافة لهم أو عندهم تعني الانتفاع من علمهم وتقواهم وأخلاقهم، كما تعني إحياء القلوب بالمواعظ الحسنة والسنن الشريفة. فملتقاهم لا يخلو من ذكر الله أو ذكر من يحبه الله، من الأولياء المخلصين " صلوات الله عليهم أجمعين "، فبين أن يسمع جليسهم حكما شرعيا أو مسألة فقهية، أو يسمع رواية في سيرة أخلاقية، أو عقيدة حقة أو بحثا علميا شائقا، وقد يسمع ذكرا لفضائل أهل البيت " عليهم السلام " ومناقبهم، أو مجلس عزاء على سيد الشهداء الحسين " عليه السلام "، أو دعاء شريفا أو تلاوة في كتاب الله العزيز، أو زيارة لأحد الأئمة الطاهرين " صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ".. فلا يخرج إلا بزيادة في نورانيته، وقد حصل على عبادة، وجنى

(1) المواعظ للشيخ الصدوق: 65. (انتشارات هجرت، قم المقدسة).
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»
الفهرست