أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ٨٧
وطوبى - وهي شجرة من جنة عدن غرسها ربي بيده (1) والضيافة التي يثاب فيها الضيف والمضيف ما كانت لوجه الله " سبحانه "، معطرة بذكر الله " جل وتعالى "، فإذا انفض حضارها عادوا منشرحي الصدور، منوري العقول، قد تعلموا فيها خيرا كثيرا.
ولعل من أفضل الضيافات ضيافة المؤمن والعابد والصائم، فقد ورد عن الإمام الصادق " عليه السلام " في ذلك أنه قال: إن من روح الله " تعالى " ثلاثة: التهجد بالليل، وإفطار الصائم، ولقاء الاخوان (2). حيث الوقت مستثمر بصالح الأقوال: بين تذكر وتذكير، وتعلم وتعليم، وحث على الباقيات الصالحات..
تدور بين الأخوة أحاديث يحبها الله " عز وجل " لأنها تحيي قلوبهم، فإذا اجتمعوا على مأدبة كان طعامها حلالا، وكانت آداب الأكل حاضرة، وكان للفقير حضور غالبا، فيثاب المطعم وتهبط البركة، وتزداد أواصر الأخوة والمحبة عمقا.. ولهذا حث الإسلام على مجالسة الصالحين، فإن فيها اقتباس

(١) ثواب الأعمال: ١٣٦ - باب ثواب من أطعم ثلاثة نفر من المؤمنين. المآكل المحاسن، باب الإطعام ح 43.
(2) أمالي الطوسي 1: 175.
(٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 ... » »»
الفهرست