أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ٦٩
الأقربين "، إذ جمع بني عبد المطلب - وهم يومئذ أربعون رجلا، الرجل منهم يأكل المسنة ويشرب العس -، فأمر عليا " عليه السلام " برجل شاة فأدمها ثم قال: ادنوا بسم الله، فدنا القوم عشرة عشرة فأكلوا حتى صدروا، ثم دعا بقعب من لبن فجرع منه جرعة ثم قال لهم: اشربوا بسم الله. فشربوا حتى رووا، فبدرهم أبو لهب فقال: هذا ما سحركم به الرجل. فسكت " صلى الله عليه وآله " يومئذ ولم يتكلم، ثم دعاهم من الغد على مثل ذلك من الطعام والشراب، ثم أنذرهم رسول الله " صلى الله عليه وآله " فقال: يا بني عبد المطلب! إني أنا النذير إليكم من الله " عز وجل "، فأسلموا وأطيعوني تهتدوا. ثم قال:
من يواخيني ويوازرني، ويكون وليي ووصيي بعدي، وخليفتي في أهلي، ويقضي ديني؟ فسكت القوم، فأعادها ثلاثا، كل ذلك يسكت القوم ويقول علي: أنا.. (1) ومن لطف الله " سبحانه " وسعة رحمته أن العبد يثاب على

(1) جملة التفاسير في ظل الآية " وأنذر عشيرتك الأقربين " الشعراء: 214.
والمسنة: من أولاد المعز ما بلغ أربعة أشهر وفصل عن أمه، وأخذ في الرعي.
والعس: القدح الكبير. أدمها: خلطها بالأدام، وهو الطعام. والقعب: القدم الضخم الغليظ.
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست