أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ٣٨
صلة الأرحام والموالين، وموعد الفقراء والمساكين، وعلم أن ما عنده هو من فضل الله " عز وجل " عليه، ومن بركات ضيافته " سبحانه " لعباده، فلماذا لا يغدق ذلك على ضيوفه فيصلهم به ويرفع عنهم الحاجة والفاقة والحرمان، ويعمر به صلات المحبة والإخاء، بل ويزيل به الأحقاد والضغائن..
روي أن شاميا شتم الإمام الحسن " عليه السلام " والحسن لا يرد، فلما فرغ أقبل الإمام الحسن " عليه السلام " عليه وضحك، وقال: أيها الشيخ! أظنك غريبا ولعلك شبهت. فلو استعتبتنا أعتبناك، ولو سألتنا أعطيناك، ولو استرشدتنا أرشدناك، ولو استحملتنا أحملناك، وإن كنت جائعا أشبعناك، وإن كنت عريانا كسوناك، وإن كنت محتاجا أغنيناك، وإن كنت طريدا آويناك، وإن كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك إلينا وكنت ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك، لأن لنا موضعا رحبا، وجاها عريضا، ومالا كبيرا. فلما سمع الرجل كلامه بكى، ثم قال: اشهد أنك خليفة الله في أرضه، ﴿الله اعلم حيث يجعل رسالته﴾ (1)، وكنت أنت وأبوك أبغض

(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 ... » »»
الفهرست