أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ٤٠
لو كان في سيرنا الغداة عصا * كانت سمانا عليك مندفقة لكن ريب الزمان ذو نكد * والكف منا قليلة النفقة (1) قيل: فأخذها الأعرابي وبكى، فقال " عليه السلام " له: لعلك استقللت ما أعطيناك.. قال: لا، ولكن كيف يأكل التراب جودك (2)؟!
وقال الخوارزمي: كان الحسين يجالس المساكين ويقرأ:
إن الله لا يحب المتكبرين، ومر على صبيان معهم كسرة فسألوه أن يأكل معهم فأكل، ثم حملهم إلى منزله فأطعمهم وكساهم، وقال: إنهم أسخى مني، لأنهم بذلوا جميع ما قدروا عليه، وانا بذلك بذلت بعض ما أقدر عليه (3).
وفي رواية ابن عساكر: مر الحسين بمساكين يأكلون في الصفة، فقالوا: الغداء! فنزل وقال: إن الله لا يحب المتكبرين.
فتغدى معهم، ثم قال لهم: قد أجبتكم فأجيبوني، قالوا: نعم.

(١) ترجمة الإمام الحسن " عليه السلام " من تاريخ دمشق، لابن عساكر: 160 رقم 205.
(2) مناقب آل أبي طالب 4: 66.
(3) مقتل الحسين " عليه السلام " للخوارزمي 1: 100، ويبدو أن العبارة عبارته " عليه السلام ": إن الله لا يحب المتكبرين، وليست آية، إذ الآية هي:
(إنه لا يحب المستكبرين) - النحل: 23.
(٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 ... » »»
الفهرست