أدب الضيافة - جعفر البياتي - الصفحة ١٦٨
أبي طالب وعبد الله بن جعفر وعمار بن ياسر " رضي الله عنهم ".. فقال أمير المؤمنين " عليه السلام ": ودعوا أخاكم، فإنه لابد للشاخص أن يمضي، وللمشيع أن يرجع. فتكلم كل رجل منهم على حياله، فقال الحسين بن علي " عليهما السلام ":
رحمك الله يا أبا ذر! إن القوم إنما امتهنوك بالبلاء لأنك منعتهم دينك، فمنعوك دنياهم، فما أحوجهم غدا إلى ما منعتهم، وأغناك عما منعوك! فقال أبو ذر " رضي الله عنه ": رحمكم الله من أهل بيت، فما لي شجن في الدنيا غيركم، إني إذا ذكرتكم ذكرت بكم جدكم رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " (1).
وأخيرا.. وقفة:
لكي لا يبخس فضل المضيف.. فإن من المستحسن أن نعلم أن الضيف كثيرا ما يزور أخاه أو يضيف عنده وله حاجة أو أكثر من حاجة. فقد يأتيه مجهدا أو مهموما بأمر، والمضيف - بحسن ضيافته - لا يبقي في قلب زائره هما ولا غما إلا نفسهما، ولا حاجة إلا قضاها ما استطاع إلى ذلك، فيدخل

(1) مكارم الأخلاق: 249.
(١٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 ... » »»
الفهرست