أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ٣٥٥
لغيرها من أمهات المؤمنين أن يشتركن في نظائرها. فلعل هذا وذاك كان الباعث لها أن تتأول في حديث رضاع سالم مولى أبي حذيفة خلافا لسائر أمهات المؤمنين. وحديث رضاع سالم في مسند أحمد (226) كما يلي:
عن عائشة قالت: أتت سهلة بنت سهيل بن عمرو، وكانت تحت أبي حذيفة بن عتبة رسول الله صلى الله عليه وآله، فقالت: إن سالما مولى أبي حذيفة يدخل علينا، وأنا فضل (*)، وإنا كنا نراه ولدا، وكان أبو حذيفة تبناه كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وآله زيدا، فأنزل الله: " أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله "، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وآله عند ذلك أن ترضع سالما، فأرضعته خمس رضعات، وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة، فبذلك كانت تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن خمس رضعات من أحبت عائشة أن يراها، ويدخل عليها، وإن كان كبيرا، خمس رضعات، ثم يدخل عليها، وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وآله أن يدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحدا من الناس حتى يرضع في المهد، وقلن لعائشة: والله ما ندري لعلها كانت رخصة من رسول الله لسالم دون الناس.
وقد ورد في صحيح مسلم تفصيل هذه القصة في ستة أحاديث (227) وآخرها في لفظ مسلم:
وقلن لعائشة: والله ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله صلى الله عليه وآله لسالم خاصة فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رائينا.
مرأة فضل: أي في ثوب واحد.
(227) صحيح مسلم باب رضاعة الكبير 4 / 168 170، وفي سنن النسائي في آخر باب رضاع الكبير من كتاب النكاح 2 / 84 فلا يدخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا يرانا، وفي طبقات ابن سعد 8 / 270 271 بترجمة سهلة، وفي روايته: أبى أزواج النبي صلى الله عليه وآله أن يأخذن بهذا، وقلن: إنما هذه رخصة من رسول الله صلى الله عليه وآله لسهلة، وفي ترجمة سالم 3 / 87، من الطبقات قريب منه. (*)

(226) مسند أحمد 6 / 270 271 وراجع الموطأ كتاب الرضاع 2 / 115. وكتاب الرضاع من مختصر كتاب الام للمزني ص 445 - 446، الطبعة الثانية، دار المعرفة 1392 1973.
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»