أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ١٦٤
ينقمون على عثمان - وإن كانت هي (أول من سمى عثمان نعثلا) (111) وممن قالها في حياة الخليفة جبلة بن عمرو الساعدي في ما أخرجه الطبري حيث قال: مر عثمان على جبلة عمرو الساعدي وهو بفناء داره ومعه جامعة، فقال: يا نعثل! والله لأقتلنك، ولأحملنك على قلوص جرباء ولأخرجنك إلى حرة النار.. الحديث.
وفي حديث البلاذري بعد هذا:
وأتاه يوما بجامعة (*) فقال: والله لأطرحنها في عنقك، أو لتتركن بطانتك هذه، أطعمت الحارث بن الحكم السوق وفعلت وفعلت، وكان عثمان ولى الحارث السوق فكان يشتري الجلب بحكمه ويبيعه بسومه، ويجبي مقاعد المتسوقين، ويصنع صنيعا منكرا، فكلم في إخراج السوق من يده فلم يفعل، وقيل لجبلة في أمر عثمان وسئل الكف عنه فقال: والله لا ألقى الله غدا فأقول:
إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا، فأضلونا السبيل (112).
وفي حديث آخر للطبري: (فلما مر عثمان سلم فرد القوم فقال جبلة: لم تردون على رجل فعل كذا وكذا؟ قال: ثم أقبل على عثمان فقال: والله لأطرحن هذه الجامعة في عنقك أو لتتركن بطانتك هذه. قال عثمان: أي بطانة؟ فوالله إني لا أتخير الناس، فقال: مروان تخيرته، ومعاوية تخيرته، وعبد الله بن عامر بن كريز تخيرته، وعبد الله بن سعد تخيرته، منهم من نزل القرآن بذمه وأباح رسول الله دمه..) الحديث (113).

(١١١) ابن أبي الحديد ٢ / ٧٧.
* الجامعة: سلسلة أو قيد من حديد.
(١١٢) أنساب الأشراف ٥ / ٤٧.
(١١٣) الطبري ٥ / ١١٤، وط. أوربا ١ / ٢٩٨١ ٢٩٨٢، والبلاذري ٥ / ٤٧، وراجع ابن الأثير ٣ / ٧٠، وابن أبي الحديد ١ / ١٦٥، وابن كثير ٧ / ١٥٧.
وهذه تراجم بعض المذكورين في الحديث ممن لم يسبق ذكرنا ترجمتهم:
أ - جبلة بن عمرو الأنصاري اختلفوا في نسبه وقالوا فيه:.. كان فاضلا من فقهاء الصحابة شهد صفين مع علي وسكن مصر. ترجمته في أسد الغابة ١ / ٢٦٩.
ب - الحكم بن أبي العاص عم الخليفة عثمان، قال البلاذري في أنساب الأشراف 5 / 27: ان الحكم بن أبي العاص كان جارا لرسول الله صلى الله عليه وآله في الجاهلية، وكان أشد جيرانه أذى له في الاسلام، وكان قدومه المدينة بعد فتح مكة وكان مغموصا عليه في دينه، فكان يمر خلف رسول الله صلى الله عليه وآله فيغمز به ويحكيه ويخلج بأنفه وفمه، وإذا صلى قام خلفه فأشار بأصابعه فبقي على تخليجه وأصابته خبلة واطلع على رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم وهو في بعض حجر نسائه فعرفه وخرج إليه بعنزة وقال: من عذيري من هذا الوزغة اللعين، ثم قال: لا يساكنني ولا ولده فغربهم جميعا إلى الطائف، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله كلم عثمان أبا بكر فيهم وسأله ردهم فأبى ذلك وقال: ما كنت لآوي طرداء رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم لما استخلف عمر كلمه فيهم فقال مثل قول أبي بكر، فلما استخلف عثمان أدخلهم المدينة وقال: قد كنت كلمت رسول الله فيهم وسألته ردهم فوعدني أن يأذن لهم فقبض قبل ذلك فأنكر المسلمون عليه ادخاله إياهم المدينة.
وقال في ص 225 من الأنساب: وكان يفشي أحاديث الرسول فلعنه وسيره إلى الطائف ومعه عثمان الأزرق والحارث وغيرهما من بنيه وقال: لا يساكنني. فلم يزالوا طرداء حتى ردهم عثمان.
وقال في ص 28 منه: وكان مما أنكروا على عثمان أنه ولى الحكم صدقات قضائه حي باليمن فبلغت ثلاث مائة ألف درهم فوهبها له حين أتاه.
وقال في ص 27: ومات بالمدينة في خلافة عثمان فصلى عليه وضرب على قبره فسطاطا.
وراجع ترجمته في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة.
ج والحارث المذكور في الحديث ابنه والمطرود معه إلى الطائف.
د - عبد الله بن عامر بن كريز هو ابن خال عثمان فقد كانت أم عثمان أروى بنت كريز، وقصة توليته البصرة، أن شبل بن خالد دخل على عثمان (رض) حين لم يكن عنده غير أموي فقال: ما لكم معشر قريش أما فيكم صغير تريدون أن ينبل أو فقير تريدون غناه أو خامل تريدون التنويه باسمه؟
علام أقطعتم هذا الأشعري العراق يعني أبا موسى الأشعري يأكلها خضما؟ فقال عثمان: ومن لها؟ فأشاروا بعبد الله بن عامر وهو ابن ست عشر سنة فولاه حينئذ.
اللفظ لعبد البرقي ترجمته لشبل بن خالد في الاستيعاب رقم (2613).
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»