أحاديث أم المؤمنين عائشة - السيد مرتضى العسكري - ج ١ - الصفحة ١٦٢
الصريحة بقتل الخليفة عثمان وكفره. فتقول فيه:
" أقتلوا نعثلا فقد كفر " (106). وقالت: أشهد أن عثمان جيفة على الصراط.
انطلقت هذه الكلمة من فم أم المؤمنين، فانتشرت بين الناس انتشار النار في الهشيم فتلقفها منها غير ممن لم يكن يجرؤ على التفوه بمثلها وجبابرة قريش في المدينة حضر ممن سنذكرهم بعد تدبر معنى الكلمة ومغزاها.
وكلمة نعثل في ما ذكروه بمعاجم اللغة:
أ - الذكر من الضباع.
ب - الشيخ الأحمق.
ج - وقالوا: كان رجل من أهل مصر طويل اللحية يسمى نعثلا.
د - وقالوا: إن نعثلا كان يهوديا بالمدينة شبه به عثمان (*).
إن هذه المعاني لكلمة نعثل لم تغرب عن بال أم المؤمنين ذات العارضة القوية، وإنما رمته بها بعد أن استمدت من فصاحتها وبلاغتها فرمته من قوارضها بمقذعة أصابته في الصميم، وبقيت وصمة عليه، وذهبت في الدهر مثلا، وجرت بعد قولها على لسان أعدائه حتى بعد حياته، فقد جاء في أبيات للأعور الشني (107):
برئت إلى الرحمن من دين نعثل * ودين ابن صخر أيها الرجلان وقال محمد بن أبي سبرة بن أبي زهير القرشي (108):
نحن قتلنا نعثلا بالسيرة * إذ صد عن أعلامنا المنيرة راجع لغة نعثل في النهاية لابن الأثير والقاموس وتاج العروس ولسان العرب.
(107) أنساب الأشراف 5 / 105.
(108) صفين، لنصر بن مزاحم ص 436. (*)

(106) الطبري 4 / 477، ط. القاهرة سنة 1357، وط. أوربا / 3112، وابن أعثم ص 155، وابن الأثير 3 / 87، وابن أبي الحديد 2 / 77، ونهاية ابن الأثير 4 / 156، وشرح النهج 4 / 458.
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»