يعرض به، فقال: قد سمعت ما تقول منذ اليوم يا ابن سمية والله إني لأراني سأعرض هذه العصا لانفك، قال: وفي يده عصا، قال: فغضب رسول الله ثم قال: " مالهم ولعمار! يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار، إن عمارا جلدة ما بين عيني وأنفي فإذا بلغ ذلك من الرجل فلم يستبق فاجتنبوه " قال أبو ذر في شرح سيرة ابن هشام: إن هذا الرجل هو عثمان بن عفان (62).
وقد أثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله في مواطن كثيرة منها قوله فيه لما رأى خالدا يغلظ له القول: " من عادى عمارا عاداه الله، ومن أبغض عمارا أبغضه الله " شهد مع علي الجمل وصفين، وكان في صفين لا يأخذ في ناحية ولا واد إلا وتبعه أصحاب النبي كأنه علم لهم، وكان يرتجز ويقول:
اليوم ألقى الأحبة * محمدا وحزبه ولما قتل اختصم في قتله اثنان فقال عمرو بن العاص: والله إن يختصمان إلا في النار، والله لوددت أني مت قبل هذا اليوم بعشرين سنة (63).
هذا هو عمار بن ياسر، وأما قصته مع الخليفة عثمان فإنه غضب عليه في عدة موارد:
منها في قصة ترحمه من كل قلبه على أبي ذر في ما روى البلاذري (64) وقال: إنه لما بلغ عثمان موت أبي ذر بالربذة قال: رحمه الله. فقال عمار بن ياسر: نعم فرحمه الله من كل أنفسنا، فقال عثمان: يا عاض أير أبيه! أتراني