الغدير - الشيخ الأميني - ج ٨ - الصفحة ٦٦
4 - روى أبو نصر الطوسي في اللمع ص 274: إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل بيت عائشة رضي الله عنها، فوجد فيه جاريتين تغنيان وتضربان بالدف فلم ينههما عن ذلك وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين غضب: أمزمار الشيطان في بيت رسول الله؟
فقال صلى الله عليه وسلم: دعهما يا عمر! فإن لكل قوم عيد.
قال الأميني: لا حاجة لنا إلى البحث عن إسناد هذه الروايات فإن في متونها من الخزاية ما فيه غنى عن ذلك. فدع الترمذي يستحسن إسناد ما رواه ويصححه، ودع الحفاظ يملأون عياب علمهم بعيوب مثلها، ودع شاعر النيل يتبع من لا خلاق له من الحفاظ ويعد ها من فضائل عمر، ويقول تحت عنوان " مثال من هيبته ":
في الجاهلية والاسلام هيبته * تثني الخطوب فلا تعدو عواديها في طي شدته أسرار مرحمة * للعالمين ولكن ليس يفشيها وبين جنبيه في أوفى صرامته * فؤاد والدة ترعي ذراريها أغنت عن الصارم المصقول درته * فكم أخافت غوي النفس عاتيها؟
5 كانت له كعصا موسى لصاحبها * لا ينزل البطل مجتازا بواديها أخاف حتى الذراري في ملاعبها * وراع حتى الغواني في ملاهيها أريت تلك التي لله قد نذرت * أنشودة لرسول الله تهديها قالت: نذرت لئن عاد النبي لنا * من غزوة لعلى دفي أغنيها ويممت حضرة الهادي وقد ملأت * أنوار طلعته أرجاء واديها 10 واستأذنت ومشت بالدف واندفعت * تشجي بألحانها ما شاء مشجيها (1) والمصطفى وأبو بكر بجانبه * لا ينكران عليها ما أغانيها حتى إذا لاح عن بعد لها عمر * خارت قواها وكاد الخوف يرديها وخبأت دفها في ثوبها فرقا * منه وودت لو أن الأرض تطويها قد كان علم رسول الله يؤنسها * فجاء بطش أبي حفص يخشيها 51 فقال مهبط وحي الله مبتسما * وفي ابتسامته معنى يواسيها

(1) تشجى: تثير الشعور وتشوق
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»