الغدير - الشيخ الأميني - ج ٦ - الصفحة ٢٧٨
87 رأي الخليفة في بيت المقدس عن سعيد بن المسيب قال: استأذن رجل عمر بن الخطاب في إتيان بيت المقدس فقال له: إذهب فتجهز فإذا تجهزت فأعلمني فلما تجهز جاءه فقال له عمر: إجعلها عمرة. قال: ومر به رجلان وهو يعرض إبل الصدقة فقال لهما: من أين جئتما؟ قالا:
من بيت المقدس، فعلا هما بالدرة وقال: أحج كحج البيت؟ قالا: إنا كنا مجتازين (1).
قال الأميني: إن بيت المقدس أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال وتقصد بالزيارة والصلاة فيها لكن الخليفة عزبت عنه تلكم المأثورات النبوية فلم يسمعها منه صلى الله عليه وآله وسلم أولم يعها أو نسيها فمنع الرجل المتأهب لزيارته عنها وعلا بالدرة من حسب إنه زاره فتترسا عنها بإبداء أنهما مرا به مجتازين، وإليك نصوص أحاديث الباب فاقرأها واعجب.
1 - عن أبي هريرة عنه صلى الله عليه وآله وسلم: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى.
أخرجه أحمد في مسنده 2، ص 238، 278، والبخاري في صحيحه كما في السنن الكبرى 5 ص 44، ومسلم في صحيحه 1 ص 392، والدارمي في سننه 1 ص 330، وأبو داود في سننه 1 ص 318، وابن ماجة في سننه ص 430، والنسائي في سننه 2 ص 37، والبيهقي في سننه 5 ص 244، والبغوي في مصابيحه 1 ص 47، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 4 ص 3: رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد ثقات أثبات.
لفظ آخر لأبي هريرة:
إنما يسافر إلى ثلاثة مساجد: مسجد الكعبة. ومسجدي. ومسجد إيليا.
أخرجه مسلم في صحيحه 1 ص 392، والبيهقي في سننه 5 ص 244.
قال الأميني: إيلياء اسم مدينة بيت المقدس، قيل: معناه بيت الله. قال أبو علي: و سمي البيت المقدس إيلياء بقول الفرزدق:

(١) أخرجه الأزرقي كما في كنز العمال ٧ ص ١٥٧.
(٢٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 283 ... » »»