النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٣٤٥
محمدا؟ قال عمر: اللهم لا وأنه ليسمع كلامك (٤٨٧).
قلت: هذا محل الشاهد من هذه الحكاية إذ آثر رأيه في جواب أبي سفيان على نهي النبي صلى الله عليه وآله إياهم عن جوابه كما ترى.
[المورد - (٥٢) - التجسس مع النهي عنه:] قال الله عز وجل: ﴿يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم﴾ (488).
وفي الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وآله: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا، ولا تناجشوا ولا تحاسد، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا.. الحديث (489).
لكن عمر رأى في أيام خلافته أن بالتجسس نفعا للأمة وصلاحا للدولة، فكان يعس ليلا، ويتجسس نهارا، حتى سمع هو يعس في المدينة صوت

(٤٨٧) الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٤٧، الكامل لابن الأثير ج ٢ / ١١١، السيرة الحلبية ج ٢ / ٢٤٥.
(٤٨٨) سورة الحجرات: ١٢.
(٤٨٩) مجمع البيان ج ٩ / ١٣٧، صحيح مسلم ج ٨ / ١٠ ط العامرة، صحيح الترمذي ج ١ / ٣٥٩، صحيح البخاري ج ٣ / 431 و ج 4 / 128، مسند أحمد ج 2 / 245 و 287 و 265 و 517، الجامع الصغير ح 2901، وصحيح الجامع الصغير ح 2676، أسنى المطالب ص 98، الفتح الكبير ج 1 / 490.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»