النص والإجتهاد - السيد شرف الدين - الصفحة ٣٢٥
في غزوة غزاها وعلى مقدمته خالد بن الوليد، فمر رباح وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله على امرأة مقتولة مما أصابت المقدمة، فوقفوا ينظرون إليها ويتعجبون من خلقها حتى لحقهم رسول الله صلى الله عليه وآله على راحلته، فانفرجوا عنها فوقف رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ما كانت هذه لتقاتل، فقال لأحدهم: الحق خالدا فقل له: لا تقتلن ذرية ولا عسيفا، وكذلك رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث المرقع بن صيفي (465).
[المورد - (50) - فرار من فر منهم من الزحف:] حسب المسلم نصا على تحريم الفرار من الزحف مطلقا قوله عز من قائل وقد نادى المؤمنين كافة: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار، ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) (466).
نص صريح مطلق (1) في آية محكمة من آيات الذكر الحكيم والفرقان العظيم، وتأوله من الصحابة من يؤثر رأيه - في مقام العمل - على التعبد بالنصوص، ثم لم يكن ذلك منهم في مقام واحد، بل كان في مواقف عديدة.

(٤٦٥) سنن ابن ماجة ج ٢ / ٩٤٨ ح ٢٨٤٢.
وقريب من هذا في: الغدير ج ٧ / 168.
الفرار من الزحف (466) سورة الأنفال: 15.
(1) لم يتقيد ولم يتخصص، حتى لو سلمنا نزول الآية يوم بدر، لأن إطلاقها وعمومها مما لا ريب فيه، كما أنه لا ريب في أن المورد لا يقيد الوارد ولا يتخصصه باتفاق أهل العلم (منه قدس).
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»