لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين - الصفحة ٨٨
لك الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأيا فاما على هذا الحال التي تذكر فاني لا أرى لك أن تفعل فقال له الحسين عليه السلام يا عبد الله ليس يخفى علي الرأي ولكن الله تعالى لا يغلب على امره ثم قال عليه السلام والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل فرق الأمم (ثم) سار عليه السلام من بطن العقبة حتى نزل شراف فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا ثم سار منها حتى انتصف النهار فبينا هو يسير إذ كبر رجل من أصحابه فقال الحسين عليه السلام الله أكبر لم كبرت قال رأيت النخل فقال له جماعة من أصحابه والله ان هذا المكان ما رأينا به نخلة قط فقال لهم الحسين عليه السلام فما ترونه قالوا نراه والله أسنة الرماح وآذان الخيل فال وانا والله أرى ذلك ثم قال عليه السلام مالنا ملجأ نلجأ إليه فنجعله في ظهورنا ونستقبل القوم بوجه واحد فقالوا له بلى هذا ذو جشم (حسم خ ل) خشب خ ل) وهو جبل إلى جنبك فمل إليه عن يسارك فان سبقت إليه فهو كما تريد فاخذ إليه ذات اليسار وملنا معه فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي (1) الخيل فتبيناها وعدلنا فلما رأونا

(1) جمع هادي وهو العنق (منه).
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»