عنها ضرا وحلا تموه ونساءه وصبيته وأهله عن ماء الفرات الجاري يشربه اليهود والنصارى والمجوس وتتمرغ فيه خنازير السواد وكلابه فهاهم قد صرعهم العطش بئس ما خلفتم محمدا في ذريته لا سقاكم الله يوم الظلما فحمل عليه رجال يرمونه بالنبل فرجع حتى وقف امام الحسين عليه السلام " وروى " ابن نما أنه قال للحسين عليه السلام لما وجهني عبيد الله إليك خرجت من القصر فنوديت من خلفي ابشر يا حر بخير فالتفت فلم أر أحدا فقلت والله ما هذه بشارة وانا أسير إلى.
الحسين عليه السلام وما كنت أحدث نفسي باتباعك فقال لقد أصبت اجرا وخيرا " ونادي " عمر بن سعد يا دريد ادن رأيتك فأدناها ثم وضع سهما في كبد قوسه فرمى به نحو عسكر الحسين عليه السلام وقال اشهدوا لي عند الأمير اني أول من رمي وأقبلت السهام من القوم كأنها القطر فلم يبق من أصحاب الحسين عليه السلام أحد الا اصابه من سهامهم فقال " عليه السلام لأصحابه قوموا رحمكم الله إلى الموت الذي لابد منه فان هذه السهام رسل القوم إليكم فاقتتلوا ساعة من النهار حملة وحملة حتى قتل من أصحاب الحسين عليه السلام جماعة فعندها ضرب الحسين عليه السلام يده على لحيته وجعل يقول اشتد غضب الله على اليهود إذ جعلوا له ولدا واشتد غضبه على النصاري إذ جعلوه ثالث ثلاثة واشتد غضبه على المجوس