فالحمد لله الذي أدرك لكم الثار وأهلكهم في كل فج عميق وشفي الله صدور قوم مؤمنين فلما قدمت عليه خر ساجدا لله دعا للمختار وقال جزاه الله خير الجزاء فقد أدرك لنا ثارنا ووجب حقه على كل من ولده عبد المطلب بن هاشم ودعا لابن الأشتر أيضا. وبعث برأس عبيد الله بن زياد ورأس آخر معه إلى علي بن الحسين عليه السلام وكان يومئذ بمكة فادخل عليه وهو يتغدى فسجد شكرا لله وقال الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من عدوي وجزى الله المختار خيرا أدخلت على عبيد الله بن زياد وهو يتغدى ورأس أبي بين يديه فقلت اللهم لا تمتني حتى تريني رأس ابن زياد. وعن الصادق عليه السلام أنه قال ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت ولا رؤي في دار هاشمي دخان خمس سنين حتى قتل عبيد الله بن زياد. وعن فاطمة بنت علي أمير المؤمنين عليه السلام انها قالت ما تحنأت امرأة منا ولا أجالت في عينها مرودا ولا امتشطت حتى بعث المختار برأس عبيد الله بن زياد ووردت اخبار في ذم المختار والله أعلم بحقيقة امره وعلى كل حال فقد شفى النفوس وأدرك الثار وانتقم الله به من الطغاة الفجار (وروي) انه قتل في أيام ولايته وهي ثمانية عشر شهرا ثمانية عشر ألفا ممن شرك في قتل الحسين عليه السلام
(٩١)