الوقائع فاتى عمير إلى ابن الأشتر ومعه رجل يسمى فرات بن سالم وكانا يمران بمسالح أهل الشام فيقولون لهما ما أنتما فيقولان طليعة للأمير الحصين بن نمير فاتيا إبراهيم وقد أوقد النيران وهو قائم يعبي أصحابه وعليه قميص اصفر هروي وملاءة موردة متوشحا بها متقلدا سيفه فدنا منه عمير فصار خلفه واحتضنه من ورائه فلم يعبأ به إبراهيم ولا تحلحل عن موضعه غير أنه امال رأسه وقال من هذا قال انا عمير فقال اجلس حتى افرغ فجلس فقال عمير لصاحبه هل رأيت رجلا اربط جاشا وأشد قلبا منه تراه تحلحل من مكانه أو اكترث بي وانا محتضنه من خلفه فقال صاحبه ما رأيت مثله ثم بايعه عمير وأخبره انه على ميسرة ابن زياد ووعده ان ينهزم بالناس عند الحرب بعدان اختبره إبراهيم وعرف نصحه ثم انصرف عمير. وبث ابن الأشتر الحرس تلك الليلة ولم يدخل عينه النوم فلما كان وقت السحر الأول عبى أصحابه وكتب كتائبه وامر أمراءه فلما انفجر الفجر صلى بأصحابه صلاة الصبح وقت الغلس ثم خرج بهم فصفهم والحق كل أمير بمكانه ونزل هو يمشي وقال للناس ازحفوا فزحفوا وجعل يحرضهم ويمنيهم الظفر وسار بهم رويدا حتى أشرف على تل عظيم مشرف على أهل الشام واذاهم لم يتحرك منهم أحد بعد فأرسل إبراهيم فارسا من أصحابه يأتيه بخبرهم فلم يلبث الا يسيرا حتى عاد
(٨٢)