أصدق الأخبار - السيد محسن الأمين - الصفحة ٢٢
هذه السنة وبويع بالخلافة ولده عبد الملك " وقيل " بل كان مروان حيا ودعاهم أصحاب سليمان إلى تسليم عبيد الله بن زياد إليهم والخروج من طاعة عبد الملك وآل الزبير ورد الامر إلى أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله فأبى الفريقان وحمل بعضهم على بعض وجعل سليمان بن صرد يحرضهم على القتال ويبشرهم بكرامة الله ثم كسر جفن سيفه وتقدم نحو أهل الشام وجعل يرتجز ويقول إليك ربي تبت من ذنوبي * وقد علاني في الوري مشيبي فارحم عبيدا غير ما تكذيب * واغفر ذنوبي سيدي وحوبي فحملت ميمنة سليمان على ميسرة الحصين وميسرته على ميمنته وحمل سليمان في القلب على جماعتهم فانهزم أهل الشام إلى معسكرهم وظفر بهم أصحاب سليمان وما زال الظفر لأصحاب سليمان إلى أن حجز بينهم الليل فلما كان الغد وصل إلى الحصين جيش مع ابن ذي الكلاع عدده ثمانية آلاف كان أمدهم به عبيد الله بن زياد فصاروا عشرين ألفا وخرج أصحاب سليمان عند الصباح فقاتلوهم قتالا لم يكن أشد منه لم ير الشيب والمراد مثله جميع النهار ولم يحجز بينهم الا الصلاة فلما أمسوا تحاجزوا وقد كثرت الجراح في الفريقين " وكان " في أصحاب سليمان ثلاثة من القصاص وهم الذين يحفظون القصص والاخبار منهم رفاعة بن شداد وأبو جويرية العبدي
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»