النقلية بأن العلم أشرف من جميع المقتضيات، وأعظم نفعا من جميع المدخرات كان من الواجب على ذوي العقول من كل ذي عقل سديد، ورأي رشيد، وعقل سليم وطبع مستقيم، أن يصرف العناية الكلية بحسب الطاقة البشرية أن يبذل كل الهمة في تحصيله وتعلمه وتعليمه، لينال بذلك أعلى المنازل الشريفة عند رب العالمين.
وتجاوز بسببه في دار البقاء الأنبياء والمرسلين وليفوز بالعز الدائم في دار السعادة الأبدية، ويحظى بثواب الدار السرمدية.
وكان بتوفيق الله العظيم وفضل منحه الجسيم من طلاب هذه الإفادة والراغبين في نيل هذه السعادة الشيخ العالم العامل الفاضل الكامل المؤيد بالنفس الزكية والأخلاق المرضية، من منحه الله العظيم بالعقل السليم، والنظر الصائب والحدس الثاقب المولى الشيخ زين الدين على أعلى الله مجده ابن الشيخ عز الدين حسين بن الشيخ زين الدين علي بن عبد العالي التمس من الملوك إجازة ولم أكن لذلك أهلا لولا خلو الزمان من أهل الفضل والكمال، لقلة البضاعة، وقصور باعي في هذه الصناعة فأنشدت عند ذلك ما قاله المعلا وقد مدحه بعض الفضلاء:
لعمر أبيك ما نسب المعلى * إلى كرم وفي الدنيا وسيم ولكن البلاد إذا اقشعرت * وصوح نبتها رعى الكلاب (1) ولكني لم أجد المنع جميلا ولا إلى ترك الإجابة سبيلا لتحريم منع العلم عن الطالبين، ووجوب بذله لأهله المستحقين، فأجبت ما التمس بالسمع والطاعة، مع قصور باعي في الصناعة، وقلة ما معي من البضاعة وأجزت له أدام الله أيامه وفضائله وأسبغ عليه نعمه وفواضله، ومدله في العمر السعيد ومتعه بالعيش الرغيد، ورفع ذكره في الخافقين، وبلغه الله بمنه سعادة الدارين، إنه خير موفق ومعين، أن يروي عني عن شيخي المولى الشيخ الأعظم العالم العامل الفاضل الكامل الشيخ عز الدين حسن بن يوسف الشهير بابن العشرة، وعن شيخي المولى الامام الأعظم البارز على أقرانه في زمانه ذي النفس القدسية، والأخلاق المرضية