بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١٠٢ - الصفحة ٨٦
لأنه لما حج إلى بيت الله حصل بينه وبين الشريف منافرة فسار إلى قسطنطينية، وتقرب إلى السلطان إلى أن عزل الشريف ونصب غيره ومن يومئذ اشتهر بالأفندي (1).
وهو مؤلف كتاب رياض العلماء وحياض الفضلاء من العامة والخاصة في عشر مجلدات عثرنا على خمسة منها بخطه الشريف ولم يخرج بعد من المسودة وكان في غاية التشويش أتعبنا في نقله إلى البياض ويحتاج إلى التنقيح ومنزلته في هذا الفن منزلة جواهر الكلام في الفقه، وغيره من المؤلفات التي منها الصحيفة الثالثة من مآخذها المعتبرة وساير أدعية الإمام سيد العابدين عليه السلام مما سقط عن نظر المحدث الحر العاملي في الصحيفة الثانية التي جمع فيها أدعيته عليه السلام غير ما في الصحيفة الكاملة على نسقها كما أنا عثرنا بعدها على جملة منها لا يوجد فيهما، وجعلناها رابعة فصارت تلك الصحف الأربعة، حاوية للدرر المكنونة التي خرجت من هذا البحر الإلهي العذب الفرات السائغ شرابه.
وقال في آخر باب ألقاب رياض العلماء: اعلم أن لنا طرقا عديدة إلى كتب الأصحاب أسدها وأقومها وأقواها وأعلاها وأقربها ما نروي عن الأستاذ الاستناد مولانا محمد باقر المجلسي عن الشيخ الجليل عبد الله ابن الشيخ جابر العاملي ابن عمة والدة والد الأستاذ المذكور، عن جد والد الأستاذ المذكور من طرف أمه، وهو الشيخ الجليل مولانا كمال الدين درويش محمد ابن الشيخ حسن النطنزي، عن الشيخ علي الكركي.
السادس: العالم العامل الفاضل الكامل المدقق العلامة أفقه المحدثين، وأكمل الربانيين الشريف العدل المولى أبو الحسن بن محمد طاهر عبد الحميد (2) بن موسى بن

(١) وقد مضى أيضا مآثره وآثاره في ص ١٢.
(٢) هو الفاضل العريف والباذل جهده في سبيل التكليف مولانا أبو الحسن العاملي ثم الأصفهاني الساكن بالغرى الشريف ابن المولى محمد طاهر العاملي النباطي الفتوني وقد كان من أعاظم فقهائنا المتأخرين وأفاخم نبلائنا المتبحرين سكن ديار العجم طوالا من السنين ونكح هناك في بعض حوافد مقدم المجلسيين ثم لما هاجر إلى النجف الأشرف نكح في بعض بناته والد شيخنا الفقيه المعاصر صاحب كتاب الجواهر الشيخ محمد حسن ابن المرحوم الشيخ باقر وكان ميلاده الشريف أيضا ببلدة أصفهان لما ان والده المولى محمد طاهر كان قاطنا بها برهة من الزمان وناكحا فيها والدته المرضية العلوية التي هي أخت سيدنا الأمير محمد صالح بن عبد الواسع الحسيني الخاتون آبادي الذي هو ختن سمينا العلامة المجلسي الثاني عليه الرضوان واتصاف الرجل بالشرافة من هذه الجهة فيما تراه من كتب إجازات هذه الطبقة كما أن تعبيره عن نسب نفسه في أواخر ما وجدناه من أرقامه المباركة بأبي الحسن العاملي الأصفهاني الشريف دليل على ذلك أيضا.
على أن البلدة المزبورة هي ميلاده المنيف وله الرواية أيضا بالإجازة وغيرها كما في بعض الإجازات المعتبرة عن خاله السيد الصالح المعظم غفر له وكذا عن المولى محسن الكاشاني صاحب الوافي والشافي والصافي وغيره ومولانا المحقق آقا حسين الخونساري والسيد البارع المحدث نعمة الله بن عبد الله الموسوي الجزايري وغيرهم الخ.
وفى خاتمة المستدرك - أفقه المحدثين وأكمل الربانين الشريف العدل المولى أبى الحسن بن محمد طاهر بن عبد الحميد بن موسى بن علي بن معتوق بن عبد الحميد الفتوني النباطي العاملي الأصبهاني الغروي المتوفى في أواخر عشر الأربعين بعد المأة والألف أفضل أهل عصره وأطولهم باعا صاحب تفسير مرآة الأنوار.
إلى أن قال: وكانت أمه أخت السيد الجليل الأمير محمد صالح الخواتون آبادي الذي هو صهر المجلسي على بنته وهو جد شيخ الفقهاء صاحب جواهر الكلام من طرف أم والده المرحوم الشيخ باقر وهي آمنة بنت المرحومة فاطمة بنت المولى أبى الحسن انتهى - الروضات ص ٥٥٨ - المستدرك ج ٣ ص ٣٨٥.
(٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 ... » »»
الفهرست