أقول: أورد السيد ابن طاووس بعد زيارة الوداع التي أوردناها في أول الباب برواية الثمالي له عليه السلام وللشهداء دعاء يخالف ما تقدم ذكره في رواية المفيد في بعض العبارات فأوردته ههنا.
قال رحمه الله بعد قوله: واحشرني معهم يا أرحم الراحمين: ثم اخرج ولا تول وجهك عن القبر حتى يغيب عن معاينتك وقف على الباب متوجها " إلى القبلة، وقل: اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد، وبحرمة محمد وآل محمد، وبالشأن الذي جعلته لمحمد وآل محمد، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تتقبل عملي، و تشكر سعيي، وتعرفني الإجابة في جميع دعائي، ولا تخيب سعيي ولا تجعله آخر العهد مني به وارددني إليه ببر وتقوى، وعرفني بركة زيارته في الدين والدنيا، وأوسع علي من فضلك الواسع الفاضل المفضل الطيب.
وارزقني رزقا " واسعا " حلالا كثيرا " عاجلا صبا " صبا "، من غير كد ولا من من أحد من خلقك واجعله واسعا من فضلك، كثيرا " من عطيتك، فإنك قلت: واسئلوا الله من فضله فمن فضلك أسأل ومن يدك الملأى أسأل، فلا تردني خائبا "، فاني ضعيف فضاعف لي وعافني إلى منتهى أجلي، واجعل لي في كل نعمة أنعمتها على عبادك أوفر نصيب، واجعلني خيرا " مما أنا عليه، واجعل ما أصير إليه خيرا " مما ينقطع عني، واجعل سريرتي خيرا " من علانيتي، وأعذني من أن يرى الناس في خير ولا خير في.
وارزقني من التجارة أوسعها رزقا " وأعظمها فضلا، وآتني يا سيدي وعيالي برزق واسع تغنينا به عن دناة خلقك، ولا تجعل لأحد من العباد فيه منا "، واجعلني ممن استجاب لك وآمن بوعدك واتبع أمرك، ولا تجعلني أخيب وفدك وزوار ابن نبيك وأعذني من الفقر ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة واقلبني مفلحا " منجحا " مستجابا " لي بأفضل ما ينقلب به أحد من زوار أوليائك، ولا تجعله آخر العهد من زيارتهم.
وإن لم تكن استجبت لي وغفرت لي ورضيت عني فمن الآن فاستجب لي واغفر لي وارض عني، قبل أن تنأى عن ابن نبيك داري، فهذا أو ان انصرافي إن كنت أذنت لي غير راغب عنك ولا عن أوليائك ولا مستبدل بك ولا بهم.