واجعله من خير يوم مر علينا، أجلبه للعفو، وأمحاه للذنب واغفر لنا ما خفي من ذنوبنا وما علن، اللهم صل على محمد وآل محمد، واسلخنا بانسلاخ هذا الشهر من خطايانا، وأخرجنا بخروجه عن سيئاتنا، واجعلنا من أسعد أهله به، وأوفرهم قسما اللهم ومن رعا حرمة هذا الشهر حق رعايتها، وحفظ حدوده حق حفظها، واتقى ذنوبه حق تقاتها، أو تقرب إليك بقربة أوجبت رضاك عنه، وعطفت برحمتك عليه فهب لنا مثله من وجدك وإحسانك، وأعطنا أضعافه من فضلك، فان فضلك لا يغيض وإن خزائنك لا تنفد، وإن معادن إحسانك لا تفنى، وإن عطاءك للعطاء المهنا.
اللهم اكتب لنا مثل أجور من صامه بنية، أو تعبد لك فيه إلى يوم القيامة، اللهم إنا نتوب إليك في يوم فطرنا الذي جعلته للمسلمين عيدا وسرورا، ولأهل ملتك مجمعا ومحتشدا، من كل ذنب أذنبناه، أو سوء أسلفناه، أو خطرة شر أضمرناه أو عقيدة سوء اعتقدناها، توبة من لا ينطوي على رجوع إلى ذنب، ولا عود في خطيئة توبة نصوحا خلصت من الشك والارتياب، فتقبلها منا، وارض بها عنا وثبتنا عليها، اللهم ارزقنا خوف غم الوعيد وشوق ثواب الموعود حتى نجد لذة ما ندعوك به، وكآبة ما نستجير بك منه، واجعلنا عندك من التوابين، الذين أوجبت لهم محبتك، وقبلت منهم مراجعة طاعتك، يا أعدل العادلين، الله تجاوز عن آبائنا وأمهاتنا، وأهل ديننا جميعا، من سلف منهم ومن غبر إلى يوم القيامة، وصل على نبينا وآله، كما صليت على ملائكتك المقربين، وأنبيائك المطهرين، وعبادك الصالحين، وسلم على آله كما سلمت على آل يس، وصل عليهم أجمعين، صلاة تبلغنا بركتها، وينالنا نفعها، وتغمرنا بأسرها، ويستجاب دعاؤنا بها، إنك أكرم من رغب إليه، وأعطى من سئل من فضله، وأنت على كل شئ قدير] (1).
2 - إقبال الأعمال: وداع آخر لشهر رمضان رويناه بعدة طرق إلى محمد بن يعقوب باسناده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام في وداع شهر رمضان نقلناه من خط جدي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنه: