الناس بعد أمر الله تبارك وتعالى وعليه يردون، بئس للظالمين بدلا ولاية الناس بعد ولاية الله (1) وثواب الناس بعد ثواب الله، ورضا الناس بعد رضا الله، فأصبحت الأمة كذلك وفيهم المجتهدون في العبادة على تلك الضلالة، معجبون مفتونون فعبادتهم فتنة لهم ولمن اقتدى بهم، وقد كان في الرسل ذكرى للعابدين، إن نبيا من الأنبياء كان يستكمل الطاعة (2) ثم يعصي الله تبارك وتعالى في الباب الواحد فيخرج به من الجنة (3) وينبذ به في بطن الحوت، ثم لا ينجيه إلا الاعتراف والتوبة.
فاعرف أشباه الأحبار والرهبان الذين ساروا بكتمان الكتاب وتحريفه فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين، ثم اعرف أشباههم من هذه الأمة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرفوا حدوده (4) فهم مع السادة والكبرة فإذا تفرقت قادة الأهواء كانوا مع أكثرهم دنيا وذلك مبلغهم من العلم (5)، لا يزالون كذلك في