بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٤ - الصفحة ٥١
إن قلت لكم: انفروا إلى عدوكم [في أيام الحر، قلتم هذه حمارة القيظ. (1) وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء] قلتم القر يمنعنا. أفترون عدوكم لا يجدون القر كما تجدونه؟ ولكنكم أشبهتم قوما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله: انفروا في سبيل الله فقال كبراؤهم: لا تنفروا في الحر. فقال الله لنبيه:
(قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون) [81 / التوبة: 9].
والله لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت الدنيا بحذافيرها على الكافر ما أحبني، وذلك أنه قضي فانقضى على لسان النبي الأمي: " أنه لا يبغضك مؤمن ولا يحبك كافر " وقد خاب من حمل ظلما وافترى. (2) يا معاشر أهل الكوفة، والله لتصبرن على قتال عدوكم، أو ليسلطن الله عليكم قوما أنتم أولى بالحق منهم، فليعذبنكم وليعذبنهم الله بأيديكم أو بما شاء من عنده. أفمن قتلة بالسيف تحيدون إلى موتة على الفراش؟ فاشهدوا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله [يقول:] " موتة على الفراش أشد من ضربة ألف سيف أخبرني به جبرائيل " فهذا جبرائيل يخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بما تسمعون.
وعن محرز بن هشام عن جرير بن عبد الحميد عن مغيرة الضبي قال:
كان أشراف أهل الكوفة غاشين لعلي، وكان هواهم مع معاوية، وذلك أن عليا عليه السلام كان لا يعطي أحدا من الفئ أكثر من حقه، وكان معاوية جعل الشرف في العطاء ألفي درهم.
وعن عبد الرحمن بن جندب عن أبيه: أن أهل دومة الجندل من كلب لم

(١) ما بين المعقوفين أخذناه من المختار: (٢٧) من نهج البلاغة.
(٢) ورواه أيضا السيد الرضي في المختار: (٤٣) من الباب الثالث من نهج البلاغة.
وانظر المختار: (٣٧٧) من نهج السعادة: ج ٢.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 [الباب الحادي والثلاثون] باب سائر ما جرى من الفتن من غارات أصحاب معاوية على أعماله عليه السلام وتثاقل أصحابه عن نصره وفرار بعضهم عنه إلى معاوية وشكايته عليه السلام عنهم وبعض النوادر 7
2 [الباب الثاني والثلاثون] علة عدم تغيير أمير المؤمنين عليه السلام بعض البدع في زمانه 167
3 [الباب الثالث والثلاثون] باب نوادر ما وقع في أيام خلافته عليه السلام وجوامع خطبه ونوادرها 183
4 [الباب الرابع والثلاثون] باب فيه ذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام الذين كانوا على الحق ولم يفارقوا أمير المؤمنين عليه السلام وذكر بعض المخالفين والمنافقين زائدا على ما أوردنا [ه] في كتاب أحوال النبي صلى الله عليه وآله وكتاب أحوال أمير المؤمنين عليه السلام. 271
5 [الباب الخامس والثلاثون] باب النوادر 327
6 [الباب السادس والثلاثون] باب آخر نادر في ذكر ما روي عن أمير المؤمنين عليه السلام من الأشعار المناسبة لهذا المجلد وقد مر بعضها في الأبواب السابقة 395