هذه الأمة سفهاؤها وفجارها فيتخذوا مال الله دولا وعباد الله خولا والفاسقين حزبا وأيم الله لولا ذلك لما أكثرت تأنيبكم وتحريضكم ولتركتكم إذا ونيتم وأبيتم حتى ألقاهم بنفسي متى حم لي لقاءهم فوالله إني لعلى الحق وإني للشهادة لمحب ف " انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون " [41 / التوبة] ولا تثاقلوا إلى الأرض فتفروا بالخسف وتبوؤا بالذل ويكن نصيبكم الاخسر إن أخا الحرب اليقظان الارق من نام لم ينم عنه ومن ضعف أودى ومن ترك الجهاد في الله كان كالمغبون المهين.
اللهم اجمعنا وإياهم على الهدى وزهدنا وإياهم في الدنيا واجعل الآخرة لنا ولهم خير من الأولى والسلام.
توضيح: قوله: " والمرتشين " في بعض النسخ " والمرتبئين " أي المنتظرين المترصدين للحكومة أيهما يأخذها قال الجوهري: المربا: المرقبة وكذلك المربأ والمرتبأ. وربأت القوم ربئا وأرتبأتهم أي راقبتهم وذلك إذا كنت لهم طليعة فوق شرف يقال: ربا لنا فلان وارتبأ إذا اعتان وربأت المرباة وارتبأتها أي علوتها قال أبو زيد: رأبأت الشئ مرابأة إذا حذرته واتقيته وقال الدهم: العدد الكثير.
قوله: " فإنه لا عطر بعد عروس " قال الزمخشري بعد إيراد المثل ويروي: " لا مخبأ لعطر بعد عروس " وأصله أن رجلا أهديت إليه امرأة فوجدها تفلة فقال لها: أين الطيب فقالت: خبأته. فقال ذلك.
وقيل: عروس اسم رجل مات فحملت امرأته أواني العطر فكسرتها على قبره وصبت العطر فوبخها بعض معارفها فقالت ذلك، يضرب على الأول في ذم ادخار الشئ وقت الحاجة إليه وعلى الثاني في الاستغناء عن ادخار الشئ لعدم من يدخر له.
وقال الميداني: قال المفضل أول من قال ذلك امرأة من عذرة يقال لها أسماء بنت عبد الله وكان لها زوج من بني عمها يقال لها عروس فمات عنها فتزوجها رجل من قومها يقال له نوفل وكان أعسر أبخر بخيلا دميما فلما أراد