بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٥٦٢
إني لا أقتلك ظلما إنما أقتلك بعثمان بن عفان!! قال محمد: وما أنت رجل عمل بالجور وبدل حكم الله والقرآن وقد قال الله عز وجل: " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون... وأولئك هم الظالمون... وأولئك هم الفاسقون " فنقمنا عليه أشياء عملها فأردناه أن يختلع من عملنا فلم يفعل فقتله من قتله من الناس فغضب ابن حديج فقدمه فضرب عنقه ثم ألقاه في جوف حمار وأحرقه بالنار.
فلما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جزعا شديدا وقنتت في دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج وقبضت عيال محمد أخيها وولده إليها فكان القاسم بن محمد في حجرها.
قال: وكان ابن حديج ملعونا خبيثا يسب عليا عليه السلام فقد روي عن داود بن أبي عوف قال: دخل معاوية بن حديج عن الحسن بن علي عليهما السلام في مسجد المدينة فقال له الحسن: ويلك يا معاوية أنت الذي تسب أمير المؤمنين عليا؟! أما والله لئن رأيته يوم القيامة - ولا أظنك تراه - لترينه كاشفا عن ساق يضرب وجوه أمثالك عن الحوض ضرب غرايب الإبل (1).
وعن محمد بن عبد الله بن شداد قال: حلفت عائشة [أن] لا تأكل شواءا أبدا بعد قتل محمد فلم تأكل شواءا حتى لحقت بالله وما عثرت قط الا قالت:
تعس معاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص ومعاوية بن حديج.
ويروى عن كثير النوا: أن أبا بكر خرج في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله

١ - وللحديث شواهد كثيرة وقد رواه الطبراني في ترجمة الإمام الحسن تحت الرقم (٢٧٢٧) و (٢٧٥٨) من المعجم الكبير ج ٣ ص ٨٢ و ٩٤ ط بغداد.
ورواه أيضا البلاذري في الحديث (٩) من ترجمة الإمام الحسن من أنساب الأشراف ج ٣ ص ١١ ط ١.
ورواه أيضا الحاكم في مناقب أمير المؤمنين من المستدرك ج ٣ ص ١٣٨.
ورواه أيضا الهيتمي في مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٣٠.
ورواه أيضا ابن أبي الحديد في شرح المختار (30) من الباب الثاني من شرحه ج 16 ص 18 ط مصر.
ورواه أيضا الحافظ ابن عساكر بطرق في ترجمة معاوية بن حديج من تاريخ دمشق.
(٥٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 557 558 559 560 561 562 563 564 565 566 567 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533