ذلك شاهدهم وغائبهم وحليمهم وجاهلهم ثم إن عليهم بذلك عهد الله وميثاقه ان عهد الله كان مسؤولا.
وكتب علي بن أبي طالب عليه السلام.
بيان: قال ابن أبي الحديد: الحلف: العهد. وقال: اليمن كل من ولده قحطان نحو حمير وعك وجذام وكندة والأزد وغيرهم وربيعة هو ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان وهم بكر وتغلب وعبد القيس. والحاضر: ساكن الحضر والبادي: ساكن البادية " أنهم على كتاب الله " أي مجتمعون عليه " لا يشترون ثمنا " أي لا يتعوضون عنه بثمن " وأنهم يد واحدة " أي لا تخالف بينهم وفعلهم فعل واحد. وقال الجوهري: عتب عليه أي وجد عليه يعتب وتعتب عتبا ومعتبا والاسم المعتبة والمعتبة. " ولا لمسبة قوم " أي لان إنسانا منهم سب وهجا بعضهم والمسبة والسب: الشتم. والحليم: العاقل بقرينة الجاهل أو ذو الأناة فإن ترك الأناة من الجهل " إن عهد الله كان مسؤولا " أي مطلوبا يطلب من العاهد أن لا يضيعه ويفي به أو مسؤولا عنه يسئل الناكث ويعاتب عليه وقيل: أي إن صاحب العهد كان مسؤولا.
وقال ابن ميثم في رواية: وكتب علي بن أبو طالب وهي المشهورة عنه ووجهها أنه جعل هذه الكنية علما بمنزلة لفظة واحدة لا يتغير إعرابها 717 - نهج البلاغة: ومن وصية له صلوات الله عليه كان يكتبها لمن يستعمله على الصدقات وإنما ذكرنا منها جملا ليعلم أنه عليه السلام كان يقيم عماد الحق ويشرع أمثلة العدل في صغير الأمور وكبيرها ودقيقها وجليلها.
انطلق على تقوى الله وحده لا شريك له ولا ترو عن مسلما ولا تجتازن عليه كارها ولا تأخذن منه أكثر من حق الله في ماله فإذا قدمت على الحي فأنزل بمائهم من غير أن تخالط أبياتهم ثم امض إليهم بالسكينة والوقار حتى