السلام شركة في إحداثها إذ هو السبب البعيد. وأبو العباس كنية ابن عباس.
وقال الجوهري: قال الرأي يفيل فيولة: [ضعف وأخطأ] ورجل فال [وفائل] أي ضعيف الرأي مخطئ الفراسة.
700 - نهج البلاغة: ومن كتاب له عليه السلام إلى [عبد الله] ابن عباس وكان ابن عباس يقول: ما انتفعت بكلام بعد كلام رسول الله صلى الله عليه وآله كانتفاعي بهذا الكلام:
أما بعد فإن المرء قد يسره درك ما لم يكن ليفوته ويسوءه فوت ما لم يكن ليدركه فليكن سرورك بما نلت من آخرتك وليكن أسفك على ما فاتك منها، وما نلت من دنياك فلا تكثر به فرحا وما فاتك منها فلا تأس عليه جزعا وليكن همك فيما بعد الموت.
بيان: أول الكلام إشارة إلى قوله تعالى: * (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتيكم والله لا يحب كل مختال فخور) *.
والدرك محركة: لحاق الشئ والوصول إليه بعد طلبه. واسم " لم يكن " ضمير " المرء " والغرض عدم الاكثار في الفرح بالنعم بحيث يؤدي إلى الاغترار بالدنيا والغفلة عن العقبى وعدم الحزن المفرط في المصيبة بحيث يفضي إلى عدم الرضا بالقضاء وترك ما يجب أو يستحب فعله.
قوله عليه السلام: " بما نلت من آخرتك " أي من أسباب آخرتك والطاعات التي توجب حصول الدرجات الأخروية " ولا تأس " أي لا تحزن.
701 - نهج البلاغة: ومن كتاب له عليه السلام إلى أهل البصرة: