المرضى ولا على الذين لا يجدون) * إلى آخر الآية [91 / من سورة البراءة] [ثم قال: فخبرني] ما قول الناس فيما بيننا وبين أهل الشام؟ قال: منهم المسرور والمحبور فيما كان بينك وبينهم وهم أغش الناس لك. فقال له: صدقت قال:
ومنهم الكاسف: لآسف (1) لما كان من ذلك وأولئك نصحاء الناس لك فقال له: صدقت جعل الله ما كان من شكواك حطا لسيئاتك فإن المرض لا أجر فيه ولكن لا يدع على العبد ذنبا إلا حطه وإنما الاجر في القول باللسان والعمل باليد والرجل وإن الله ليدخل بصدق النية والسريرة الصالحة [عالما] جما من عباده الجنة.
بيان: قال الجوهري: حبرني هذا الامر أي سرني وقال: رجل كاسف البال أي سئ الحال وكاسف الوجه أي عابس. والجم: الكثير.
388 - الفضائل، الروضة: بالاسناد يرفعه إلى عمار بن ياسر رضي الله عنه قال: لما سار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام إلى صفين وقف بالفرات وقال لأصحابه: أين المخاض. فقالوا: أنت أعلم يا أمير المؤمنين فقال لبعض أصحابه: امض إلى هذا التل وناد يا جلند أين المخاض؟ قال: فصار حتى وصلت تل ونادى يا جلند فأجابه من تحت الأرض خلق كثير!! قال فبهت ولم يعلم ما يصنع فأتى إلى الامام وقال: يا مولاي جاوبني خلق كثير فقال: يا قنبر امض وقل: يا جلند بن كركر أين المخاض؟ قال: فكلمه واحد وقال: ويلكم من عرف اسمي واسم أبي وأنا في هذا المكان وقد بقي قحف رأسي عظم نخر رميم ولي ثلاث آلاف سنة ما يعلم المخاض هو والله أعلم مني يا ويلكم ما أعمى قلوبكم وأضعف نفوسكم ويلكم امضوا إليه واتبعوه فأين خاض خوضوا معه فإنه أشرف الخلق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله.