بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ٣٦١
بيان: روى أنه كلمهم بهذا الكلام لما اعتزلوه وتنادوا من كل ناحية لا حكم إلا لله الحكم لله يا علي لا لك وقالوا: بان لنا خطاؤنا فرجعنا وتبنا فارجع إليه أنت وتب!!! وقال بعضهم: اشهد على نفسك بالكفر ثم تب منه حتى نطيعك " والحاصب " الريح الشديدة التي تثير الحصباء وهي صغار الحصى وإصابة الحاصب كناية عن العذاب. وقيل: أي أصابكم حجارة من السماء " والأوب " بالفتح " والإياب " بالكسر: الرجوع " والأعقاب " مؤخر الاقدام. وأثرها بالتحريك: علامتها. والرجوع على العقب هو القهقرى فهو كالتأكيد للسابق قيل هو أمر لهم بالإياب والرجوع إلى الحق من حيث خرجوا منه قهرا كأن القاهر يضرب في وجوههم يردهم على أعقابهم والرجوع هكذا شر الأنواع وقيل هو دعاء عليهم بالذل وانعكاس الحال.
أقول: ويحتمل أن يكون الامر على التهديد كقوله تعالى * (قل اعملوا فسيرى الله عملكم) * " والاثرة " بالتحريك الاسم من قولك: فلان يستأثر على أصحابه أي يختار لنفسه أشياء حسنة ويخص نفسه بها. والاستيثار: الانفراد بالشئ. أو من آثر يؤثر إيثارا إذا أعطى أي يفضل الظالمون غيركم عليكم في نصيبكم ويعطونهم دونكم. وقيل: يجوز أن يكون المراد بالأثرة النمام.
والنهروان بفتح النون والراء وجوز تثليث الراء ثلاث قرى أعلى وأوسط وأسفل بين واسط وبغداد.
والصرع: الطرح على الأرض والمصرع يكون مصدرا وموضعا والمراد هنا مواضع هلاكهم. والافلات والتفلت والانفلات: التخلص من الشئ فجأة من غير تمكث.
وهذا الخبر من معجزاته [عليه السلام] المتواترة وروي أنه لما قتل الخوارج وجدوا المفلت منهم تسعة تفرقوا في البلاد ووجدوا المقتول من أصحابه عليه السلام ثمانية.
ويمكن أن يكون خفي على القوم مكان واحد من المقتولين أو يكون التعبير بعدم هلاك العشرة للمشاكلة والمناسبة بين القرينتين. (*)
(٣٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 356 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533