بيان: روى أنه كلمهم بهذا الكلام لما اعتزلوه وتنادوا من كل ناحية لا حكم إلا لله الحكم لله يا علي لا لك وقالوا: بان لنا خطاؤنا فرجعنا وتبنا فارجع إليه أنت وتب!!! وقال بعضهم: اشهد على نفسك بالكفر ثم تب منه حتى نطيعك " والحاصب " الريح الشديدة التي تثير الحصباء وهي صغار الحصى وإصابة الحاصب كناية عن العذاب. وقيل: أي أصابكم حجارة من السماء " والأوب " بالفتح " والإياب " بالكسر: الرجوع " والأعقاب " مؤخر الاقدام. وأثرها بالتحريك: علامتها. والرجوع على العقب هو القهقرى فهو كالتأكيد للسابق قيل هو أمر لهم بالإياب والرجوع إلى الحق من حيث خرجوا منه قهرا كأن القاهر يضرب في وجوههم يردهم على أعقابهم والرجوع هكذا شر الأنواع وقيل هو دعاء عليهم بالذل وانعكاس الحال.
أقول: ويحتمل أن يكون الامر على التهديد كقوله تعالى * (قل اعملوا فسيرى الله عملكم) * " والاثرة " بالتحريك الاسم من قولك: فلان يستأثر على أصحابه أي يختار لنفسه أشياء حسنة ويخص نفسه بها. والاستيثار: الانفراد بالشئ. أو من آثر يؤثر إيثارا إذا أعطى أي يفضل الظالمون غيركم عليكم في نصيبكم ويعطونهم دونكم. وقيل: يجوز أن يكون المراد بالأثرة النمام.
والنهروان بفتح النون والراء وجوز تثليث الراء ثلاث قرى أعلى وأوسط وأسفل بين واسط وبغداد.
والصرع: الطرح على الأرض والمصرع يكون مصدرا وموضعا والمراد هنا مواضع هلاكهم. والافلات والتفلت والانفلات: التخلص من الشئ فجأة من غير تمكث.
وهذا الخبر من معجزاته [عليه السلام] المتواترة وروي أنه لما قتل الخوارج وجدوا المفلت منهم تسعة تفرقوا في البلاد ووجدوا المقتول من أصحابه عليه السلام ثمانية.
ويمكن أن يكون خفي على القوم مكان واحد من المقتولين أو يكون التعبير بعدم هلاك العشرة للمشاكلة والمناسبة بين القرينتين. (*)