وبإسناد آخر إلى أبي الوضئ قال: كنا غائرين إلى الكوفة مع علي بن أبي طالب عليه السلام فلما بلغنا مسيرة ليلتين أو ثلاث شذ منا ناس كثير فذكرنا ذلك لعلي عليه السلام فقال: لا يهولنكم أمرهم فإنهم سيرجعون فذكر الحديث بطوله وقال: فحمد الله علي بن أبي طالب عليه السلام وقال: إن خليلي أخبرني أن قائد هؤلاء رجل مخدج اليد على حلمة ثديه شعرات كأنهن ذنب اليربوع.
فالتمسوه فلم يجدوه فأتيناه فقلنا لم نجده فجاء علي عليه السلام بنفسه فجعل يقول: اقلبوا ذا اقلبوا ذا حتى جاء رجل من أهل الكوفة فقال: هو ذا فقال علي عليه السلام: الله أكبر ولا ينبئكم أخبر من الله قال فجعل الناس يقولون هذا ملك هذا ملك لقول علي عليه السلام.
وبسند آخر عنه أنه قال: أما إن خليلي أخبرني أنهم ثلاثة أخوة من الجن هذا أكبرهم والثاني له جمع كثير والثالث فيه ضعف.
579 - العمدة: من صحيح البخاري بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال:
بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يقسم قسما إذ أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال يا رسول الله إعدل!! فقال: ويلك من يعدل إذا لم أعدل قد خبت وخسرت إذا لم أكن أعدل.
فقال عمر: يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه فقال له: دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر أحدكم إلى نصله فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى رصافه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شئ قد سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدردر يخرجون على خير فرقة من الاسلام.
قال أبو سعيد الخدري: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله