وعمرو هجا رسول الله صلى الله عليه وآله هجاء كثيرا وكان يعلمه صبيان مكة فينشدونه ويصيحون برسول الله صلى الله عليه وآله إذا مر بهم رافعين أصواتهم بالهجاء في وجهه فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وهو يصلي بالحجر: اللهم إن عمرو بن العاص هجاني ولست بشاعر فالعنه بعدد ما هجاني.
رواه عبد الحميد ابن أبي الحديد عن الواقدي وغيره من أهل الحديث. (1) 516 - قال: وروى أهل الحديث أن النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط وعمرو بن العاص عمدوا إلى سلى جمل (2) فرفعوه بينهم ووضعوه على رأس رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ساجد بفناء الكعبة فسال عليه فصبر ولم يرفع رأسه وبكى في سجوده ودعا عليهم فجاءت ابنته فاطمة عليها السلام وهي باكية فرفعته عنه فألقته وقامت على رأسه [وهي] باكية فرفع رأسه وقال:
اللهم عليك بقريش قالها ثلاثا ثم قال رافعا صوته: إني مظلوم فانتصر قالها ثلاثا ثم قام فدخل منزله وذلك بعد وفاة عمه أبي طالب بشهرين.
قال: ولشدة عداوة [عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وآله] أرسله أهل مكة إلى النجاشي ليطرد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله عن بلاده مهاجرة حبشة وليقتل جعفر بن أبي طالب عنده إن أمكنه فكان منه في أمر جعفر هناك ما هو مشهور في السير.
وقال ابن أبي الحديد: ذكر الزمخشري في كتاب ربيع الأبرار قال: كانت النابغة أم عمرو بن العاص أمه لرجل من عنزة فسبيت فاشتراها عبد الله بن جذعان التيمي بمكة فكانت بغيا ثم أعتقها فوقع عليها أبو لهب بن عبد