بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٣ - الصفحة ١٧٥
في حجر عمه أبي طالب فقال: أيكم ينتدب أن يكون أخي ووزيري ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن من بعدي؟ فأمسك القوم حتى أعادها ثلاثا فقال علي عليه السلام: أنا يا رسول الله فوضع رأسه في حجره وتفل في فيه وقال اللهم املا جوفه علما وفهما وحكما. ثم قال لأبي طالب: يا أبا طالب اسمع الآن لابنك واطع فقد جعله الله من نبيه بمنزلة هارون من موسى وآخا صلى الله عليه وآله بين علي وبين نفسه.
فلم يدع قيس شيئا من مناقبه إلا ذكرها واحتج بها وقال: منهم جعفر بن أبي طالب الطيار في الجنة بجناحين اختصه الله بذلك من بين الناس ومنهم حمزة سيد الشهداء ومنهم فاطمة سيدة نساء أهل الجنة [العالمين " خ ل "] فإذا وضعت من قريش رسول الله صلى الله عليه وآله وأهل بيته وعترته الطيبين فنحن والله خير منكم يا معشر قريش وأحب إلى الله ورسوله وإلى أهل بيته منكم.
لقد قبض رسول الله صلى الله عليه وآله فاجتمعت الأنصار إلى أبي ثم قالوا: نبايع سعدا فجاءت قريش فخاصمونا بحقه وقرابته فما يعدو قريش أن يكونوا ظلموا الأنصار [أ] وظلموا آل محمد ولعمري ما لاحد من الأنصار ولا لقريش ولا لاحد من العرب والعجم في الخلافة حق مع علي بن أبي طالب عليه السلام وولده من بعده.
فغضب معاوية وقال يا ابن سعد عمن أخذت هذا وعمن رويته وعمن سمعته أبوك أخبرك بذلك وعنه أخذته؟ فقال قيس: سمعته وأخذته ممن هو خير من أبي وأعظم علي حقا من أبي قال: من؟ قال: علي بن أبي طالب عليه السلام عالم هذه الأمة وصديقها الذي أنزل الله فيه: * (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) * [43 / الرعد: 13] فلم يدع [قيس] آية لزلت في علي عليه السلام إلا ذكرها قال معاوية: فإن صديقها أبو بكر، وفاروقها عمر، " والذي عنده علم الكتاب " عبد الله بن سلام. قال قيس:
أحق بهذه الأسماء وأولى بها الذي أنزل الله فيه: * (أفمن كان على بينة من
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 178 179 180 181 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الباب الثالث عشر: باب شهادة عمار رضي الله عنه وظهور بغي الفئة الباغية بعد ما كان أبين من الشمس الضاحية وشهادة غيره من أتباع الأئمة الهادية 7
2 الباب الرابع عشر: باب ما ظهر من إعجازه عليه السلام في بلاد صفين وسائر ما وقع فيها من النوادر 39
3 الباب الخامس عشر: باب ما جرى بين معاوية وعمرو بن العاص في [التحامل على] علي عليه السلام 49
4 الباب السادس عشر: باب كتبه عليه السلام إلى معاوية واحتجاجاته عليه ومراسلاته إليه وإلى أصحابه 57
5 الباب السابع عشر: باب ما ورد في معاوية وعمرو بن العاص وأوليائهما وقد مضى بعضها في باب مثالب بني أمية 161
6 الباب الثامن عشر: باب ما جرى بينه عليه السلام وبين عمرو بن العاص لعنة الله وبعض أحواله 221
7 الباب التاسع عشر: باب نادر 233
8 الباب العشرون: باب نوادر الاحتجاج على معاوية 241
9 الباب الواحد والعشرون: باب بدو قصة التحكيم والحكمين وحكمهما بالجور رأي العين 297
10 الباب الثاني والعشرون: باب اخبار النبي صلى الله عليه وآله بقتال الخوارج وكفرهم 325
11 الباب الثالث والعشرون: باب قتال الخوارج واحتجاجاته صلوات الله عليه 343
12 الباب الرابع والعشرون: باب سائر ما جرى بينه وبين الخوارج سوى وقعة النهران 405
13 الباب الخامس والعشرون: باب إبطال مذهب الخوارج واحتجاجات الأئمة عليهم السلام وأصحابهم عليهم 421
14 الباب السادس والعشرون: باب ما جرى بينه صلوات الله عليه وبين ابن اللواء وأضرابه لعنهم الله وحكم قتال الخوارج بعده عليه السلام 429
15 الباب السابع والعشرون: باب ما ظهر من معجزاته بعد رجوعه صلوات الله عليه من قتال الخوارج 437
16 الباب الثامن والعشرون: باب سيرة أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه 441
17 الباب التاسع والعشرون: باب كتب أمير المؤمنين عليه السلام ووصاياه إلى عماله وأمراء أجناده 465
18 أبواب الأمور والفتن الحادثة بعد الرجوع عن قتال الخوارج 531
19 الباب الثلاثون: باب الفتن الحادثة بمصر وشهادة محمد بن أبي بكر ومالك الأشتر رضي الله عنهما وبعض فضائلهما وأحوالهما وعهود أمير المؤمنين عليه السلام إليهما 533