بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٢٦١
قائما قابضا على قائم السيف عيناه في عيني أمير المؤمنين (عليه السلام) ينتظر متى يأمره فيمضي (1).
44 - الاختصاص: جعفر بن الحسين، عن ابن الوليد، عن الصفار، عن البرقي عن أبيه، عن محمد بن عمرو، عن كرام، عن إسماعيل بن جابر، عن مفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): لما بايع الناس أبا بكر اتي بأمير المؤمنين (عليه السلام) ملببا ليبايع، قال: سلمان أيصنع ذا بهذا؟ والله لو أقسم على الله لانطبقت ذه على ذه، قال: وقال أبو ذر. وقال المقداد: والله هكذا أراد الله أن يكون، فقال أبو عبد الله (عليه السلام) كان المقداد أعظ الناس إيمانا تلك الساعة (2).
45 - أقول: وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي برواية أبان بن أبي عياش عنه موافقا لما رواه الطبرسي ره عنه في الاحتجاج (3):
سليم بن قيس قال: سمعت سلمان الفارسي - ره - قال: لما أن قبض النبي (صلى الله عليه وآله) وصنع الناس ما صنعوا، جاء أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح فخاصموا الأنصار فخصومهم بحجة علي فقالوا يا معشر الأنصار قريش أحق بالامر منكم، لان رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قريش، والمهاجرون خير منكم، لان الله بدء بهم في كتابه وفضلهم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الأئمة من قريش (4).
.

(١) الاختصاص: ٩.
(٢) الاختصاص 11.
(3) راجع الاحتجاج: 52 وما بعده.
(4) سيجئ كلام في حديثهم هذا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في آخر هذا الفصل وناهيك من ذلك قوله (عليه السلام) على ما روى في النهج (خ 152): " بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى ان الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم: لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم.
والظاهر من كلامه هذا أن رسول الله ص قد قال هذا الكلام في تأمير الولاة دون أمر الخلاة، كيف وهو الذي قام بغدير خم وعقد الخلافة من بعده علنا بين الأمة لعلى وزيره وحليفه وناصره، وهو الذي قال في حديث متواتر عند الفريقين " انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فلا تقدموهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم اعلم منكم ".
ويؤيد ذلك أن رسول الله كان يقدم قريشا في التأمير وخصوصا بنى عبد المطلب على غيرهم ومثل ذلك فعل علي بن أبي طالب حين ظهر على الخلافة، والى ذلك يؤول كلام عمر لابن عباس حيث قال له " أما والله ان صاحبك هذا لاولى الناس بالامر بعد رسول الله ص الا انا خفناه على اثنين، قال ابن عباس: فقلت: ما هما يا أمير المؤمنين؟ قال: خفناه على حداثة سنه وحبه بنى عبد المطلب " راجع شرح النهج الحميدي 2 / 20 و 1 / 134 وسيجئ تتمة كلامه في هذا المعنى إن شاء الله تعالى
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست