بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٨ - الصفحة ٢١٩
(صلى الله عليه وآله) يقول: أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل وهم الأئمة الذين يقتدى بهم.
وقام أبو الهيثم بن التيهان فقال: وأنا أشهد على نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) أنه أقام عليا لنسلم له، فقال بعضهم: ما أقامه إلا للخلافة، وقال بعضهم: ما أقامه إلا ليعلم الناس أنه مولى من كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) مولاه، فتشاجروا في ذلك فبعثوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلا يسأله عن ذلك، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هو وليكم بعدي، وأنصح الناس لكم بعد وفاتي.
وقام عثمان بن حنيف الأنصاري فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أهل بيتي نجوم الأرض ونور الأرض، فلا تقدموهم وقدموهم فهم الولاة بعدي، فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأي أهل بيتك أولى بذلك؟ فقال: علي وولده.
وقام أبو أيوب الأنصاري فقال: اتقوا الله في أهل بيت نبيكم وردوا إليهم حقهم الذي جعله الله لهم، فقد سمعنا مثل ما سمع إخواننا في مقام بعد مقام لنبينا (صلى الله عليه وآله) ومجلس بعد مجلس يقول أهل بيتي أئمتكم بعدي.
قال فجلس أبو بكر في بيته ثلاثة أيام فأتاه عمر وعثمان وطلحة وعبد الرحمن ابن عوف وسعد بن أبي وقاص وأبو عبيدة بن الجراح وسعيد بن عمرو بن نفيل فأتاه كل منهم متسلحا في قومه حتى أخرجوه من بيته ثم أصعدوه المنبر، وقد سلوا سيوفهم، فقال قائل منهم: والله لئن عاد أحد منكم بمثل ما تكلم به رعاع منكم بالأمس لنملأن سيوفنا منه، فأحجم والله القوم، وكرهوا الموت.
أقول: الرعاع الاحداث الأراذل.
واعلم أن الظاهر من ساير الأخبار عدم دخول الزبير في هؤلاء كما لم يدخل في رواية السيد، فإنه كان في أول الأمر مع أمير المؤمنين صلوات الله عليه.
ثم اعلم أن في رواية الصدوق اشتباها بينا حيث ذكر في الاجمال أبي بن كعب ولم يذكره في التفصيل وأورد في التفصيل زيد بن وهب ولم يورده في الاجمال، مع أنه هو الراوي للخبر، وذكره بهذا الوجه بعيد، ولعله وقع اشتباه من النساخ
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»
الفهرست