الدين وذهاب كل منهم إلى ناحية بسبب ذلك كما تفرق الناس عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه بسبب ذلك، حيث سوى بين الرؤساء والضعفاء في العطاء.
وهذه كانت سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وقد غيرها خلفاء الجور بعده تأليفا لقلوب الرؤساء والاشراف، فلما أراد أمير المؤمنين عليه السلام تجديد سنة رسول الله صلى الله عليه وآله صار الامر إلى ما صار.
وأما ما نقل عن النبي صلى الله عليه وآله في غنائم حنين والهوازن من تفضيل جماعة من أهل مكة وأشراف العرب فكأنه كان مأمورا بذلك في خصوص تلك الواقعة لمصلحة عظيمة في الدين، أو كان ذلك من نصيبه صلى الله عليه وآله وسهم أهل بيته عليهم السلام من الخمس.
5 - الكافي: محمد بن يحيى عن بعض أصحابنا عن هارون عن ابن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لا تختانوا ولاتكم ولا تغشوها هداتكم ولا تجهلوا أئمتكم ولا تصدعوا عن حبلكم فتفشلوا وتذهب ريحكم، وعلى هذا فليكن تأسيس أموركم، والزموا هذه الطريقة فإنكم لو عاينتم ما عاين من قد مات منكم ممن خالف ما قد تدعون إليه لبدرتم وخرجتم ولسمعتم، ولكن محجوب عنكم ما قد عاينوا وقريبا ما يطرح الحجاب (1).
بيان: الاختيان: الخيانة، وأما النسبة إلى الخيانة كما توهم فلم يرد في اللغة والمراد بالولاة الأئمة عليهم السلام أو الأعم منهم ومن المنصوبين من قبلهم خصوصا بل عموما أيضا، وكذا الهداة هم الأئمة عليهم السلام أو الأعم منهم ومن العلماء الهادين إلى الحق.
لا تجهلوا على بناء التفعيل، أي لا تنسبوهم إلى الجهل، أو على بناء المجرد أي اعرفوهم بصفاتهم وعلاماتهم ودلائلهم وميزوا بين ولاة الحق وولاة الجور ولا تجهلوا حقوقهم ورعايتهم وطاعتهم.
والتصدع: التفرق، والحبل. كناية عما يتوصل به إلى النجاة، والمراد هنا