وأقول: يحتمل أن يكون ترك الصلاة نادرا للتأديب لئلا يستخف بالدين وإن كان يقضى آخرا دينه، أو لا يقضى لهذه المصلحة، أو يكون ترك الصلاة لمن استدان في معصية أو إسراف فإنه لا يجب أداء دينه حينئذ على الامام كما يدل عليه خبر ابن سيابة الآتي، أو لمن كان يتهاون في أدائه ولم يكن عازما عليه.
2 - تفسير علي بن إبراهيم: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم (1)) قال:
نزلت وهو أب لهم و (2) معنى أزواجه أمهاتهم فجعل الله المؤمنين أولاد رسول الله صلى الله عليه وآله وجعل رسول الله صلى الله عليه وآله أبا لهم لمن لم يقدر أن يصون نفسه ولم يكن له مال وليس له على نفسه ولاية.
فجعل الله تبارك وتعالى نبيه أولى بالمؤمنين من أنفسهم (3)، وهو قول رسول الله صلى الله عليه وآله بغدير خم: أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى.
ثم أوجب لأمير المؤمنين عليه السلام ما أوجبه لنفسه عليهم من الولاية فقال: (ألا من كنت مولاه فعلي مولاه).
فلما جعل الله النبي صلى الله عليه وآله أب المؤمنين (4) ألزمه مؤنتهم، وتربية أيتامهم، فعند ذلك صعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: (من ترك مالا فلورثته ومن ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي) فألزم الله نبيه للمؤمنين ما يلزم الوالد للولد، وألزم المؤمنين من الطاعة له ما يلزم الولد للوالد، فكذلك ألزم أمير المؤمنين ما ألزم رسول الله صلى الله عليه وآله من ذلك، وبعده الأئمة واحدا واحد (5).
والدليل على أن رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام هما الوالدان قوله: