15 - تفسير الإمام العسكري: أما تأييد الله تعالى لعيسى عليه السلام بروح القدس، فإن جبرئيل هو الذي لما حضر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو قد اشتمل بعبائية القطوانية على نفسه وعلى علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقال: اللهم هؤلاء أهلي أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم محب لمن أحبهم ومبغض لمن أبغضهم، فكن لمن حاربهم حربا ولمن سالمهم سلما ولمن أحبهم محبا ولمن أبغضهم مبغضا، فقال الله عز وجل لقد أجبتك إلى ذلك يا محمد.
فرفعت أم سلمة جانب العباء لتدخل، فجذبه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: لست هناك وإن كنت على (1) خير، وجاء جبرئيل مدثرا وقال: يا رسول الله اجعلني منكم!
قال: أنت منا، قال: أفأرفع العباء وأدخل معكم؟ قال: بلى.
فدخل في العباء، ثم خرج وصعد إلى السماء إلى الملكوت الاعلى وقد تضاعف حسنه وبهاؤه، فقالت الملائكة: قد رجعت بجمال خلاف ما ذهبت به من عندنا، قال:
فكيف لا أكون كذلك وقد شرفت بأن جعلت من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته؟
قالت الاملاك في ملكوت السماوات والحجب والكرسي والعرش: حق لك هذا الشرف أن تكون كما قلت: وكان علي (عليه السلام) معه جبرئيل عن يمينه في الحروب وميكائيل عن يساره وإسرافيل خلفه وملك الموت أمامه (2).
بيان: في القاموس: قطوان محركة: موضع بالكوفة منه الأكسية.
16 - جامع الأخبار: الصدوق عن ابن إدريس عن أبيه عن ابن عيسى عن محمد بن الضحاك عن عزيز بن عبد الحميد عن إسماعيل بن طلحة عن كثير بن عمير عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام من نور، فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا وقدسنا فقدسوا وهللنا فهللوا ومجدنا فمجدوا ووحدنا فوحدوا ثم خلق الله السماوات والأرضين وخلق الملائكة فمكثت الملائكة مائة عام لا تعرف