بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ٢٧٧
بن قيس بن شماس في الجاهلية يوم بغاث (1)، فأخذه فجز ناصيته ثم خلى سبيله، فجاء يوم قريظة وهو شيخ كبير فقال: يا با عبد الرحمن هل تعرفني؟ قال: وهل يجهل مثلي مثلك؟ قال: إني أريد أن أجزيك بيدك عندي، قال: إن الكريم يجزي بجزاء (2) الكريم، قال: ثم أتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله قد كان للزبير عندي يد وله علي منة، وقد أحببت أن أجزيه بها فهب لي دمه، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: هو لك، فأتاه فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد وهب لي دمك (3) فقال: شيخ كبير لا أهل له ولا ولد فما يصنع بالحياة؟ فأتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال:
يا رسول الله أهله وولده، قال: هم لك، فأتاه فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله أعطاني امرأتك وولدك (4)، قال: أهل بيت بالحجاز لا مال لهم فما بقاؤهم على ذلك! فأتى ثابت رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ماله يا رسول الله صلى الله عليه وآله، قال: هو لك، فأتاه فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد أعطاني مالك فهو لك وفاء، فقال: أي ثابت ما فعل الذي كان وجهه مرآة (5) حسنة تترا أي فيه عذارى الحي: كعب بن أسد؟ قال: قتل، قال: فما فعل سيد الحاضر والبادي: حيي بن أخطب؟ قال: قتل، قال: فما فعل مقدمتنا إذا شددنا، وحسامنا (6) إذا كررنا: غزال بن شمول؟ قال: قتل، (7) قال: فإني أسألك بيدي عندك يا ثابت إلا ما ألحقتني بالقوم، فوالله ما في العيش بعد هؤلاء من خير، فما أنا بصابر حتى ألقى الأحبة (8) فقدمه ثابت فضرب عنقه.

(1) في المصدر والسيرة: يوم بعاث بالعين المهملة وهو الصحيح.
(2) المصدر والسيرة خاليان عن كلمة " بجزاء ".
(3) زاد في السيرة: فهو لك.
(4) زاد في السيرة: فهم لك.
(5) في السيرة: مرآة صينية.
(6) في المصدر: وحامينا إذا كررنا عزال بن شمول. وفي السيرة: وحاميتنا إذا فررنا عزال بن سموأل.
(7) زاد في السيرة: قال: فما فعل المجلسان؟ يعنى بنى كعب بن قريظة وبني عمرو بن قريطة، قال: ذهبوا قتلوا.
(8) في السيرة: فما انا بصابر لله فتلة دلو ناضح حتى ألقى الأحبة. قال ابن هشام: قبلة دلو ناضح.
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست