بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٨٩
صلى الله عليه وآله مكة ووعد أمته ملك فارس والروم قالت المنافقون واليهود: هيهات من أين لمحمد ملك فارس والروم؟ ألم تكفه المدينة ومكة حتى طمع في الروم و فارس؟ فنزلت هذه الآية عن ابن عباس وأنس، وقيل: إن النبي صلى الله عليه وآله خط الخندق عام الأحزاب، وقطع لكل عشرة أربعين ذراعا، فاحتج المهاجرون و الأنصار في سلمان وكان رجلا قويا، فقال المهاجرون: سلمان منا، وقالت الأنصار سلمان منا، فقال النبي صلى الله عليه وآله: " سلمان منا أهل البيت " قال عمر وبن عوف: كنت أنا وسلمان وحذيفة والنعمان بن مقرن المزني وستة من الأنصار في أربعين ذراعا، فحفرنا حتى إذا كنا بجب ذي باب (1) أخرج الله من باطن (2) الخندق صخرة مروة (3) كسرت حديدنا وشقت علينا، فقلنا: يا سلمان ارق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأخبره خبر هذه الصخرة، فإما أن نعدل عنها، فإن المعدل قريب، وإما أن يأمرنا فيه بأمره، فإنا لا نحب أن نتجاوز خطه، قال: فرقى سلمان إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ضارب عليه قبة تركية، فقال: يا رسول الله خرجت صخرة بيضاء مروة من بطن الخندق فكسرت حديدنا وشقت علينا حتى ما يحيك (4) فيها قليل ولا كثير، فمرنا فيها بأمرك فانا لا نحب أن نتجاوز خطك قال: فهبط رسول الله صلى الله عليه وآله مع سلمان الخندق، والتسعة على شفة الخندق، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله المعول من يد سلمان فضربها به ضربة صدعها وبرق منها برق أضاء ما بين لابيتها حتى لكان مصباحا في جوف بيت مظلم، فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله تكبيرة فتح وكبر المسلمون، ثم ضربها رسول الله صلى الله عليه وآله ثانية فبرق منها برق أضاء ما بين لابيتها حتى لكان مصباحا في جوف بيت مظلم، فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله تكبيرة فتح وكبر المسلمون،

(1) في المصدر: ذي ناب.
(2) " ": من بطن الخندق.
(3) المروة: حجارة صلبة تعرف بالصوان.
(4) قال المصنف في الهامش: قال الجوهري: حاك فيه السيف وأحاك بمعنى يقال: ضربه فما أحاك فيه السيف: إذا لم يعمل
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست