بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٠ - الصفحة ١٨٥
ثم قال وفيها تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله أم سلمة في شوالها، واسمها هند بنت أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن محزوم، وكانت قبله صلى الله عليه وآله عند أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد، فولدت له سلمة وعمر وزينب، ثم توفي، فخلف عليها رسول الله صلى الله عليه وآله.
روى أن أبا سلمة جاء إلى أم سلمة فقال: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله (1) حديثا أحب إلي من كذا وكذا، سمعته يقول: " لا يصاب أحد بمصيبة فيسترجع عند ذلك ويقول: اللهم عندك أحتسب مصيبتي هذه، اللهم اخلفني فيها خيرا منها إلا أعطاه الله عز وجل " قالت أم سلمة: فلما أصبت بأبي سلمة قلت: " اللهم عندك أحتسب مصيبتي " ولم تطب نفسي أن أقول: " اللهم اخلفني فيها خيرا منها ثم قلت:
من خير من أبي سلمة؟ أليس أليس؟ ثم قلت: ذلك، فلما انقضت عدتها أرسل إليها أبو بكر يخطبها فأبت، ثم أرسل إليها عمر يخطبها فأبت، ثم أرسل إليها رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: مرحبا برسول الله صلى الله عليه وآله، وقال الهيثم بن عدي: أول من هلك من أزواج النبي صلى الله عليه وآله زينب (2) هلكت في خلافة عمر، وآخر من هلك منهن أم سلمة، هلكت زمن يزيد بن معاوية سنة ثنتين وستين.
وفيها توفت زينب بنت خزيمة أم المؤمنين، وتوفي عبد الله بن عثمان من رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ولد في الاسلام فاكتنى به عثمان، فبلغ ست سنين فنقره ديك في عينه فمرض، فمات في جمادي الأولى، وصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وآله، وفيها توفي أبو سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال، وفيها توفت فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف أم علي عليه السلام، وكانت صالحة (3)، وكان رسول الله صلى الله يزورها، ويقيل في بيتها، ولما توفيت نزع رسول الله صلى الله عليه وآله قميصه فألبسها إياه (4).

(1) في المصدر: من رسول الله صلى الله عليه وآله.
(2) " ": زينب بنت جحش.
(3) " ": أسلمت وكانت صالحة.
(4) المنتقى في مولود المصطفى: 126 - 128: الباب الرابع فيما كان في سنة أربع من الهجرة وذكر في حوادث تلك السنة ان رسول الله صلى الله عليه وآله امر زيد بن ثابت ان يتعلم كتاب اليهود وقال إني لا امنهم ان يبدلوا كتابي، فتعلمه في خمس عشر ليلة. وذكر المقريزي في الامتاع: 185 في سياق غزوة بدر: وقام مجدي بن عمرو من بنى ضمرة (ويقال مخشى بن عمرو) والناس مجتمعون في سوقهم، والمسلمون أكثر ذلك الموسم، فقال: يا محمد لقد أخبرنا انه لم يبق منكم أحد، فما أعلمكم الا أهل الموسم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ما أخرجنا الا موعد أبي سفيان وقتال عدونا، وان شئت مع ذلك نبذنا إليك وإلى قومك العهد، ثم جالدناكم قبل ان نبرح منزلنا هذا " فقال الضمري: بل نكف أيدينا عنكم ونتمسك بحلفك.
أقول: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وادعه على بنى ضمرة في غزوة ودان ثم قال: وانطلق معبد بن أبي معبد الخزاعي سريعا بعد انقضاء الموسم إلى مكة، وأخبر بكثرة المسلمين وانهم أهل ذلك الموسم وانهم الفان، وأخبرهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وآله للضمرى، فاخذوا في الكيد والنفقة لقتال رسول الله صلى الله عليه وآله واستجلبوا من حولهم من العرب، وجمعوا الأموال، وضربوا البعث على أهل مكة فلم يترك أحد منهم إلا أن يأتي بمال، ولم يقبل من أحد أقل من أوقية لغزو الخندق.
وعاد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة فكانت غيبته عنها ست عشرة ليلة. ثم ذكر سرية عبد الله ابن عتيك إلى أبى رافع سلام بن أبي الحقيق.
(١٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 ... » »»
الفهرست